ذكرت وكالة رويترز في مقال نشرته اليوم الجمعة 07 جويلية الحالي، أن الصين تقوم بحملة تضليلية مستمرة تهدف إلى التأثير على الرأي العام في الجزيرة التايوانية، وذلك في إطار سعيها لإقناع السكان بقبول سيادتها على الجزيرة الديمقراطية، حسب مسؤولين تايوانيين.
في هذا السياق، اتخذت تايوان إجراءات وقائية وهي في حالة تأهب عالية لمواجهة محاولات الصين للتأثير على الرأي العام، وذلك بمنح تمويل غير قانوني للمرشحين الموالين لبكين خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، وفقا لتقارير أمنية تمت مراجعتها من قبل وكالة رويترز الشهر الماضي.
وتخطط تايوان لعقد تدريباتها العسكرية السنوية الأهم "تمارين هان كوانغ " في وقت لاحق من هذا الشهر، والتي ستشمل لأول مرة إغلاقا مؤقتا للمطار الدولي الرئيسي في محاكاة لصد الأعداء، في ظل تصاعد الضغط العسكري من الصين على الجزيرة.
منذ شهر ماي، ظهرت تقارير صحفية تحتوي على معلومات مضللة حول الأنشطة العسكرية في تايوان والولايات المتحدة في وسائل الإعلام الصينية الرسمية، وذلك ضمن حملة للتأثير على الرأي العام في تايوان، وفقا لعدة مسؤولين تايوانيين يمتلكون معرفة مباشرة بالمسألة.
وتشير عدد من التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام إلى أن تمارين هان كوانغ العسكرية في الواقع تعد "تدريبا لخطة الهروب" للرئيس التايواني تساي إنغ - وين وتدريبات لإجلاء المواطنين الأمريكيين في حالة غزو صيني.
وتهدف الصين من خلال ذلك إلى إثارة الذعر وزعزعة الثقة العامة في قيادة تايوان.
وحسب رويترز، أكد المسؤولون أن الحملة الصينية يتم التنسيق لها من قبل المجموعة المركزية الرائدة لشؤون تايوان التابعة للرئيس شي جين بينغ، وتنفذها مختلف الوحدات الحكومية بما في ذلك مكتب الشؤون التايوانية في بكين.
وفي بيان أدلى به مكتب الشؤون القارية في تايوان لوكالة رويترز، قال إن الصين تحاول دائما "تشويه سمعة حكومتنا، وتقسيم المجتمع التايواني، وإضعاف دعم المجتمع الدولي".
وأضاف "أن الحكومة ستوضح الحقائق على الفور وستتخذ إجراءات حازمة للدفاع عن نفسها".
علاوة على ذلك، يتجاهل المسؤولون التايوانيون بشكل قاطع. ما يقارب 10 تقارير نشرتها وسائل الإعلام الصينية والتايوانية في الأسابيع الأخيرة تزعم قدرة الصين على تدمير مجموعة الحاملات الأمريكية بأكملها في المحيط الهادئ باستخدام 24 صاروخا باليستيا، استنادا إلى ورقة بحثية نشرت من قبل جامعة صينية مرتبطة بالجيش الشعبي للتحرير.
ويعتبر المسؤولون التايوانيون هذه التقارير جزءا من حملة الدعاية الصينية قبل تدريباتها العسكرية.
تعكس هذه المحاولات المتكررة للتضليل استراتيجية متناسقة من الصين للتأثير على الرأي العام وتشويه الحقائق.
ومع ذلك، فإن تايوان تظل مصممة على مواجهة هذه المحاولات وحماية سيادتها وحقوقها، وستستخدم كافة الوسائل المتاحة لتوضيح الحقائق ومواجهة هذه الدعاية الضارة.
تاريخيا، كانت تايوان جزءا من الصين، ولكن بعد الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، هربت الحكومة الوطنية الصينية السابقة ( التشيانغ كاي- شك) إلى تايوان بعد هزيمتها من الحزب الشيوعي الصيني (الحزب الشيوعي الصيني) بقيادة ماو تسي تونغ.
وبالتالي، أصبحت تايوان مكانا للحكومة المعارضة للشيوعيين في الصين.
منذ ذلك الحين، تشكلت حكومة تايوان الديمقراطية الخاصة بها وازدهرت كدولة مستقلة بفضل التنمية الاقتصادية والتحول السياسي.
إلا أن الصين تطالب تايوان بأن تعود للسيادة الصينية وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من الصين.
وفقا للصين، تايوان هي إقليم صيني متمرد وتعتبر أي محاولة للاعتراف بتايوان كدولة مستقلة تدخلا في الشؤون الداخلية الصينية.
وتوجد توترات وصراعات دورية بين الصين وتايوان، وخاصة فيما يتعلق بالشؤون السياسية والعسكرية.
تعتبر الصين تايوان قضية حساسة ومسألة وحدة وطنية غير مفاوض عليها، بينما تعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة وتريد الاعتراف الدولي بهذه الحقيقة.
يتميز الصراع بين الصين وتايوان بالتوترات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، ومع تطور القوة العسكرية للصين، زاد التوتر العسكري بين البلدين، مما يشمل مناورات عسكرية وتوترات في مضيق تايوان.
تبقى الوضعية السياسية بين الصين وتايوان معقدة، وتتطلب حلولا سياسية ودبلوماسية.
وفي الوقت الحاضر، تبقى العلاقات بين الصين وتايوان موضوعا مثيرا للجدل وتحتاج إلى مزيد من الجهود لتحقيق التفاهم والسلام في المنطقة.
المصادر:
تايوان.. كيف تحولت جزيرة صينية إلى عدو لدود لبكين؟ | الجزيرة نت (aljazeera.net)
China aims to sap Taiwan morale with 'escape plan' misinformation, sources say | Reuters