تشهد الساحة التربوية في تونس تحركات احتجاجية متواصلة يقودها الأساتذة المدرجون في محاضر سد الشغورات من سنة 2020 إلى 2024، وذلك على خلفية إقصائهم من قاعدة البيانات الرسمية لوزارة التربية، مما حال دون انتدابهم رغم ورود أسمائهم ضمن القوائم المعتمدة سابقًا. مروى نفطي، المنسقة الوطنية لاعتصام الأساتذة أمام البرلمان، كانت صوت هذه الفئة في اعتصامهم ومعركتهم المفتوحة من أجل تسوية وضعياتهم المهنية.
إقصاء غير مبرر وانتظار طال أمده
تقول مروى نفطي: "نحن الأساتذة المدرجة أسماؤنا في محاضر سد الشغورات منذ 2020 إلى 2024 مقصيون من قاعدة البيانات ". ورغم صدور قرار رئاسي سابق يقضي بانتداب زملائهم النواب المدرجين في نفس القوائم، فإن الآلية الواضحة لتنفيذ هذا القرار لم ترَ النور، وهو ما جعل هذه الفئة تعيش حالة من الترقب والانتظار دون جدوى.
وتضيف: "بعد القرار الرئاسي بانتداب زملائنا النواب المدرجة أسماؤهم في نفس القائمة، لم تتمّ تحديد أي آلية للانتداب، وبقينا في حالة انتظار ".
مراسلات واعتصامات دون رد
لم يقف الأساتذة مكتوفي الأيدي، بل قاموا بعديد التحركات السلمية، منها إرسال مراسلات تظلم إلى وزارة التربية، رئاسة الحكومة، ورئاسة الجمهورية، كما نفّذوا اعتصامًا أمام البرلمان دام ثلاثة أيام من 11 إلى 13 جوان 2025.
وصرّحت مروى نفطي: "قمنا بعديد مراسلات التظلم واعتصمنا لمدة ثلاثة أيام من تاريخ 11 جوان إلى حدود لقائنا برئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة بتاريخ 13 جوان ".
بودربالة يتفاعل ويعد بمتابعة الملف
خلال اللقاء الذي جمع ممثلي الأساتذة برئيس البرلمان، أكد إبراهيم بودربالة تفهمه للمطالب المطروحة ووصفها بـ "القانونية والمعقولة "، مشددًا على التزامه بمتابعة هذا الملف في إطار الدور الرقابي والتشريعي للمجلس، بما يضمن الإنصاف ويعزز الثقة بين المواطن والمؤسسات.
وتابعت نفطي: "أكد بودربالة التزامه بمتابعة الملف وصرّح أنه ستكون هناك مقابلة مع وزير التربية بعد المناظرات الوطنية، وأول نقطة سيتم التطرق إليها هي وضعية الأساتذة المدرجين ضمن محاضر سد الشغورات ".
مطالب واضحة وتسوية مهنية لا أكثر
يؤكد الأساتذة أن تحركهم ليس طلبًا للتشغيل، بل سعياً لتسوية وضعياتهم المهنية العالقة. وتوضح مروى نفطي: "هذا الملف هو ملف تسوية وضعية مهنية وليس ملف طلب شغل ".
وتتلخص مطالبهم في:
إدراج أسمائهم في قاعدة البيانات الرسمية لوزارة التربية
إصدار منشور أو أمر رئاسي ينصف هذه الفئة
ضمان الشفافية والعدالة في عمليات الانتداب وسد الشغورات
تحركات جهوية متواصلة في انتظار الإنصاف
رغم وعود بودربالة، لا يزال الأساتذة ينتظرون ردًا رسميًا على مراسلاتهم، في حين يواصلون تنظيم الوقفات الجهوية على مستوى كافة المندوبيات، مؤكدين أن تحركاتهم ستتواصل حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
"منذ مقابلة رئيس البرلمان ونحن في تحرّك ونقوم بوقفات جهوية على مستوى كامل المندوبيات "، تختم مروى نفطي.