نجاح جزئي ومسار غير مكتمل
أنهت قافلة الصمود، المبادرة الشعبية المغاربية الهادفة إلى كسر الحصار المفروض على غزة، مسارها البري نحو الشرق الليبي بعد أن واجهت رفضًا من السلطات المحلية لمواصلة التقدم. ورغم هذا التوقف، أكد غسان الهنشيري، الناطق الرسمي باسم القافلة، أن الأخيرة "حققت نسبة كبيرة من أهدافها "، مشيرًا إلى أن المبادرة في جوهرها ليست فقط لوجستية أو إنسانية، بل تحمل رسالة سياسية وشعبية واضحة: الشعوب يجب أن تتحمّل مسؤولياتها تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
دعم شعبي ومواقف صلبة
وصلت القافلة إلى مدينة زليتن الليبية، حيث لقيت ترحيبًا واسعًا من السكان المحليين، ما يعكس عمق الارتباط الشعبي المغاربي بالقضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، قال الهنشيري: "هذه المبادرة الشعبية هي دليل على أن إرادة الشعوب لا تزال حية، وأن التضامن مع فلسطين ليس قرار حكومات بل واجب إنساني وأخلاقي تتبناه الشعوب الحرة ."
ملف الموقوفين: معركة مبدئية
في ظل التوقيفات التي طالت عددًا من المشاركين في القافلة، شدد الهنشيري على أن هذه القضية ليست تفصيلًا يمكن تجاوزه، قائلًا: "لن نترك بأي حال من الأحوال وراءنا أي موقوف. هذه القافلة جاءت لكسر الحصار، لا لترك موقوفين. من منطلق إنساني ومبدئي، لن نغادر إلا بإطلاق سراح كل الموقوفين ."
وأضاف أن المفاوضات جارية مع الجهات المعنية في ليبيا، مع أمل كبير في أن تتم تسوية الملف قبل منتصف الليل، مؤكداً أن القافلة لن تغادر الأراضي الليبية قبل ضمان الحرية لجميع من تم توقيفهم.
رسالة تتجاوز الحدود
رغم العراقيل، نجحت قافلة الصمود في إيصال رسالة تضامن قوية مع غزة، وأكدت أن الحصار على القطاع ليس شأناً فلسطينيًا فقط، بل هو امتحان لضمير الإنسانية جمعاء. وبحسب المنظمين، فإن ما جرى في ليبيا يجب أن يكون محفزًا لتعزيز التنسيق الشعبي الإقليمي والدولي لنصرة القضايا العادلة.
الصمود خيار لا رجعة فيه
إن قافلة الصمود لم تكن مجرد تحرك ميداني، بل شكلت صرخة شعبية في وجه التخاذل العربي والدولي. وقد أوصلت بوضوح أن الشعوب، لا الأنظمة فقط، معنية بمصير غزة.
وتبقى كلمتا غسان الهنشيري خاتمة معبرة:
"لن نغادر. لن نتراجع. الصمود ليس شعارًا، بل موقف مبدئي وإنساني لا مساومة فيه "