تعدّدت الأحداث التي جعلت من المجال الرياضي حاضنة لكثير من الحركات الاحتجاجية يرجع الأمر إلى النشأة الأولى لكرة القدم التونسية التي تزامنت مع تأسيس “الحزب الدستوري الحرّ التونسي”، أوّل الأحزاب التونسية 1919/1920. وليس من باب الصدفة أن تكون كلّ من باب سويقة وباب جديد مكان نشأة النوادي الأولى لكرة القدم، وفي مقدّمتها فريق “الترجّي الرياضي التونسي” (1919) و”النادي الأفريقي” (1920)، خصوصاً أنّ أبرز قادة الحركة الوطنية قد اتّخذوا من العاصمة مقرّاً لهم. ليكون بالتالي الهدف من تأسيسهما المقاومة الرمزية للمحتلّ وتحويل الملعب إلى ساحة قتال افتراضية بين النوادي المسلمة ونوادي المُستعمِرين نظراً لسيطرتهم على رياضة كرة القدم منذ أواخر القرن التاسع عشر، وبمثابة رهان يتجاوز الرياضة ليصبح ذا دلالات سياسية واضحة.
في هذا الإطار قالت الاخصائية في علم الاجتماع شيماء بن رجب لدى تدخلها في برنامج المرايا أن ظاهرة العنف في الملاعب ليست بظاهرة جديدة وإنما بدأت مع بداية تأسيس قرة القدم في تونس منذ بدايات القرن ال 20 أين ارتبطت كرة القدم في تونس بالأحداث الاحتجاجية السياسية حيث لم يكن اعتباطي تأسيس كرة القدم في أوائل القرن الـ 20 أين كان أعضاء الحركة الوطنية فاعلين في نوادي العاصمة لذلك هناك ارتباط وثيق مع الأحداث الاحتجاجية الاجتماعية وكرة القدم التونسية.
واعتبرت ضيفة البرنامج أن أعمال العنف في الملاعب تزامنت كذلك مع أحداث ديسمبر 2010 وجانفي 2011اين كانت الجماهير الرياضية فاعل أساسي قبل وبعد هذه الأحداث، مشيرة الى ان مؤشرات العنف في الملاعب ارتفعت في الآونة الأخيرة لكنها ليست حديثة العهد حيث كانت هذه الأحداث وسيلة مقاومة وإبداء رأي منذ نشأتها.
وأوضحت الباحثة في علم الاجتماع أن الملعب هو أخر مرحلة لحلقة العنف المتواصلة منذ بداية شراء تذكرة الدخول مشيرة أن العنف المسلط على الجماهير ليس مادي بالأساس وإنما اتخذ عدة أشكال أخرى من العنف تمارس على المشجعين على غرار العنف المعنوي والرمزي.
واعتبرت ضيفة البرنامج أن العنف المسلط على الجماهير بجميع أشكاله وهو ما يسبب ويولد شحنة غضب تظهر داخل الملاعب وهو ما لا يعتبر ردة فعل اعتباطية.
وأوضحت محدثتنا أن أسباب تزايد وتيرة العنف في الملاعب تعود الى الاستراتيجية التي اعتمدتها السلط المعنية في المشهد الرياضي للاستراتيجية التي تبعتها عدة قرارات على غرار غلق الملاعب.