لم يدخر مهرجان قابس سينما فن -في دورته 5 التي امتدت من 29 أفريل 2023 إلى 1 ماي 2023- جهدا في تبنى قضية التلوث نتيجة انبعاث الغازات السامة من المجمع الكيميائي بالمنطقة.
" بالشراكة مع المهرجان زيارة إلى المجمع الكيميائي بقابس بمشاركة مجموعة من الفنانين والمخرجين والنشطاء الحقوقيين إلى شط السلام أين مصب الفوسفوجيبس والمنطقة الصناعية.و في هذا الإطار نظم حراك "Stop Pollution
وتخللت الزيارة حملة من الرسوم الجدارية على حائط المجمع الكيميائي، تنديدا بالكارثة الإنسانية المحدقة بالولاية.
وساهمت عدة صناعات كيميائية في تونس في تفاقم معدلات التلوث، حيث بدأت مخاطر الغازات المنبعثة تهدد صحة وحياة سكان ولاية قابس وذلك بسبب وجود المجمع الكيميائي الذي ينتج مادة الفوسفوجيبس وإلقاء مخلفاته في البحر وهو ما دعا عدة منظمات وجمعيات لإطلاق صرخة فزع حول تنامي هذه الظاهرة البيئية الخطيرة.
ويذكر أن توسع الأنشطة البترولية وإنتاج الفسفاط في مناطق متفرقة في تونس إلى تراجع الموائد المائية وانتشار عدد من الأمراض الصدرية والسرطانية وفق ما صرح به عضو حراك Stop pollution خير الدين دبية، مضيفا أن اللجنة المكلفة بتنفيذ قرار تفكيك الوحدات الملوثة سنة 2017 توقفت عن العمل منذ سنتين، داعيا إلى شحذ الهمم والعزائم لمواصلة النضال حتى تتخلص ولاية قابس من الغول الجاثي على خليجها وفق تعبيره.
وحمل خير الدين دبية المسؤولية للحكومة في إيقاف تنفيذ قرارات اللجنة.
وتجدر الإشارة إلى أن تونس تحتل المرتبة 3 إفريقيا في التلوث ب 75 بالمائة، رقم وصفه خير الدين بالمفزع بالنظر إلى انعكاسه على صحة المواطنين.
وأفاد الناشط البيئي أنه سبق وأن طالبت 37 جمعية في مارس الفارط وزارة الصناعة والطاقة والمناجم بالكشف عن مآل تحقيقات تعلقت بشبهات فساد داخل معمل الأمونيتر بولاية قابس وبفقدان أكثر من 2000 طن من نيترات الألمونيوم مشدّدة على خطورة الملف وعلى تهديده أمن البلاد باعتبار إمكانية استخدام نيترات الأمونيوم في تصنيع المتفجرات.
واستنكرت الجمعيات في مطلبها غياب الجدية في تعامل أجهزة الدولة وعلى رأسها إدارة المجمع الكيميائي التونسي ووزارة الطاقة والمناجم والصناعة مع الملف الخطير داعية الى الكشف عن حقيقة التقارير التي تم إعدادها للتثبت من معايير السلامة داخل المنطقة الصناعية والإجراءات العملية التي تم اتخاذها لتلافي الكوارث المحتملة.
وطالبت بالكشف عن تقدم إجراءات تفكيك الوحدات الملوثة في قابس و تنفيذ قرارات وزارية تعود إلى يوم 29 جوان 2017.
ونوه دبية إلى ضرورة إيقاف سكب مادة الفوسفوجيبس في البحر وتفكيك الوحدات الملوثة التابعة للمجمع الكيميائي بقابس وإحداث مدينة صناعية صديقة للبيئة خارج مناطق العمران.
وفي توجه ملتزم، يطمح قسم «سينما الأرض» خلال مهرجان قابس سينما الفن في دورته الخامسة إلى التحسيس بالإشكاليات المتعلقة بالبيئة من أجل العثور على حلول إنقاذ الوضعية البيئية الكارثية في قابس. وفي هذا السياق سيتم تنظيم تظاهرة «سينما المخيمات» على امتداد يومين، أين كانت واحة "شنيني" مجالا لعرض الأفلام خارج القاعات والفضاءات المعهودة وحيزا للنقاش والحوار في قضايا الأرض والبيئة في الهواء الطلق خارج الجدران المغلقة. ولاشك أن واحة شنني الغناء تصارع من أجل البقاء ونقاء هوائها وتربتها في ظل انتشار التلوث الذي باض وفرخ في ولاية قابس.