تشهد مناطق الحدود بين ليبيا وتونس في الفترة الأخيرة حالة إنسانية مأساوية، حيث يستمر ترحيل المئات من المهاجرين من دول جنوب الصحراء للحدود مع ليبيا عبر الصحراء القاحلة.
وفي ضوء ذلك، أعلنت السلطات الليبية مؤخرًا عن عملية إنقاذ مجموعة من المهاجرين المحاصرين في منطقة نائية قرب الحدود التونسية.
وقد كشفت وكالة فرنس برس عن الوضعية المؤلمة للمهاجرين الذين تم تركهم هناك بلا مأوى وبلا موارد ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
في هذا السياق، تمكن حرس الحدود الليبي من إنقاذ أكثر من 50 مهاجرًا على الأقل في منطقة قرب بلدة العسة، والتي تقع بعيدًا عن العيون والمساعدة الدولية، حسب نفس المصدر.
ومن بين المهاجرين الذين تم إنقاذهم، وجدوا أنفسهم في وضعية مأساوية بعد رحلة شاقة عبر الصحراء، حيث تعرضوا للجفاف والإرهاق ونقص التغذية في ظل الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الـ 40 درجة مئوية التي كانت تهدد حياتهم.
وقال محمد أبو سنينة من حرس الحدود الليبية لفرنس برس أن "عدد المهاجرين يتزايد يوما بعد يوم"، مؤكدا أنه ورفاقه أنقذوا في الأيام الأخيرة "ما بين 50 إلى 70 مهاجرا".
وأضاف "نقدم لهم الرعاية الطبية والإسعافات الأولية بالنظر إلى الرحلة التي قطعوها عبر الصحراء".
تأتي هذه الأحداث المأساوية في أعقاب حادثة المناوشات التي وقعت في ولاية صفاقس بين السكان المحليين ومهاجرين من جنوب الصحراء أول شهر جويلية الحالي وراح ضحيتها مواطن تونسي.
ونتيجة لهذه المناوشات، تم طرد مئات المهاجرين الأفارقة من المدينة، مما أضاف إلى عبء المهاجرين الذين يعانون بالفعل من الصعوبات والتحديات الكبيرة.
وبدلاً من توفير الحماية والرعاية، تم نقل هؤلاء المهاجرين إلى مناطق صحراوية نائية لا تتوفر فيها حتى الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
منظمات حقوق الإنسان والجمعيات الإنسانية تصدح بنداء استغاثة لإيواء ورعاية هؤلاء المهاجرين في مراكز آمنة وملائمة على غرار المنتدى التونسي للدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
إن إنقاذ المهاجرين في الصحراء يتطلب استجابة فورية وتضافر الجهود من قبل الحكومات والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، خاصة وأن حقوق الإنسان وكرامة الإنسان ليست مفروغًا منها، بل تعتبر أساسية في مواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية وحماية الضعفاء والمحرومين.