×
×

عصر الروبوتات والذكاء الاصطناعي: تهديد حقيقي أم مجرد خيال؟


رين شياو.. مذيعة افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي © tech-mag
ماجدة العمدوني
ماجدة العمدوني
نشر في 2023/08/17 08:46
TT
11

مع تطور التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بدأت الروبوتات والذكاء الاصطناعي في التسلل إلى مختلف جوانب حياتنا، من السيارات ذاتية القيادة إلى الروبوتات الصناعية وحتى التطبيقات الذكية على الهواتف الذكية، لتصبح تلك التقنيات جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

ومع ذلك، يثير هذا التطور السريع تساؤلات حول تأثيره على سوق العمل واقتصاديات العالم.

هل ستكون الروبوتات والذكاء الاصطناعي تهديدًا حقيقيًا على وظائف البشرية، أم أنها مجرد مخاوف مبالغ فيها؟

إن القلق من تهديد الروبوتات والذكاء الاصطناعي يأتي من التقدم الهائل الذي تحقق في مجالات مثل التعلم العميق وتعلم الآلة، فقد أصبحت الآلات قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات واستخلاص أنماط ومعلومات مفيدة منها بطرق تفوق قدرات البشر.

وتُستخدم الروبوتات بشكل متزايد في الصناعات التصنيعية لتنفيذ المهام المتكررة والخطرة بدلاً من العمال البشريين، هذا يعزز الإنتاجية ويقلل من حوادث العمل، ولكنه في الوقت نفسه يثير مخاوف حول فقدان فرص العمل للبشر.

قد يكون التأثير الأكثر وضوحًا للروبوتات والذكاء الاصطناعي هو على وظائف القطاعات البسيطة والمتكررة التي تعتمد على القوى البشرية، على سبيل المثال، في مجال التصنيع، يمكن للروبوتات تجميع المنتجات بشكل أسرع وفي بعض الأحيان أكثر دقة من البشر، مما يمكن أن يؤدي إلى تخفيض أعداد العمال المطلوبين.

وفي مجال الخدمات، يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام مثل خدمة العملاء وتحليل البيانات بدقة عالية، مما يقلل من الحاجة إلى كميات كبيرة من الموظفين.

من الجهة الأخرى، تسهم التقنيات الجديدة في فرصة تحسين الوظائف وجعلها أكثر إثراءً، وتستفيد البشرية من الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من الصناعات.

في نفس السياق سلطت "سكاي نيوز عربية" الضوء حديثا على ظهور المذيعات الافتراضيات العاملات بتقنية الذكاء الاصطناعي وقالت في تقرير أن المخاوف تزداد لدى المذيعات البشريات من فقدان فرص عملهن.

وحسب نفس المصدر، تباينت توقعات خبراء التكنولوجيا حول مدى إمكانية استبدال المذيعات البشريات بالمذيعات الافتراضيات، حيث يسود اعتقاد بأن المذيعات البشريات لن يمكن استبدالهن بالكامل، ولكن قد تظهر منافسة من المذيعات الافتراضيات في مجال العمل.

بينما يرى آخرون أنه مع توافر المذيعات الافتراضيات قد يتم الاستغناء تدريجيًا عن المذيعات البشريات.

وتميزت المذيعات الافتراضيات حسب "سكاي نيوز عربية" بظهورهن في عدة دول مثل الهند والصين ومصر والكويت، حيث قدمن نشرات أخبار وبرامج تخصصية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتوقع خبراء التكنولوجيا أن ظهور المذيعات الافتراضيات قد يجلب مزايا مثل تنوع في النشرات وعدم وجود أخطاء في القراءة، ولكنهم أيضًا أشاروا إلى أن هذا التطور قد يؤدي إلى استبدال البشر تدريجيًا في مجال العمل.

على الرغم من المزايا المحتملة للمذيعات الافتراضيات، فيوجد مخاوف من وقوع أعطال فنية أثناء النشرة، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على جودة البث.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تأكيد على أن البشر يتمتعون بقدرة على التفاعل والتعاطف والإبداع التي لا يمكن للمذيعات الافتراضيات تقديمها بنفس الشكل.

بصورة عامة، يعتبر ظهور المذيعات الافتراضيات يشكل تحديًا وفرصة في نفس الوقت، إذ يمكن لهذا التطور أن يحسن من جودة البث والنشرات، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى تغييرات في سوق العمل واستبدال بعض وظائف البشر.

وللتغلب على التحديات المحتملة لتهديد الروبوتات والذكاء الاصطناعي على وظائف البشرية، ولضمان التوازن بين التكنولوجيا والبشرية، تكمن الحاجة إلى التحول والاستعداد للمستقبل، وتحقيق ذلك يتم من خلال تطوير المهارات التي لا يمكن للآلات تنفيذها بنفس الكفاءة، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع.

بالنهاية، يمثل التطور السريع للروبوتات والذكاء الاصطناعي تحديًا حقيقيًا وفرصة للبشرية في آن واحد، قد يؤدي ذلك إلى تحسين الإنتاجية والجودة في العديد من الصناعات، ولكنه في الوقت نفسه يتطلب تكييفًا واستعدادًا لتغييرات سوق العمل المتوقعة.

تحقيق التوازن بين الاستفادة من التقنيات والحفاظ على البعد الإنساني سيكون مفتاحًا في تشكيل مستقبل يعتمد على التقنية بشكل إيجابي.

 

المصادر:

سانا وفضّة وماريا يهددن المذيعة البشرية .. ما القصة؟ | سكاي نيوز عربية (skynewsarabia.com)

Threats by artificial intelligence to human health and human existence - PubMed (nih.gov)


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld