تتولّى البلديّة ضمن مهامها الحرص على تمتع المواطنين بمحيط سليم لضمان حسن العيش، بما في ذلك حفظ الصحة والمحيط الذي تضطلع به إدارة فرعية مقسمة إلى جزئين تعنى الأولى بالصحة والثانية بالمحيط.
العمل البلدي في علاقة بحفظ الصحة
قال مدير حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية أريانة، عصام الماجري، إنّ المهمة الأساسية لإدارة حفظ الصحة تكمن في مراقبة المحلات المفتوحة للعموم في جميع الإختصاصات يوميا وما يترتب عن ذلك من رفع للمخالفات وقرارات غلق. وتضم هذه الإدارة أيضا المصلحة الطبية لأعوان البلدية التي ستنطلق قريبا بعد أن كانت البلدية قد تعاقدت مع طبيب شغل وجهزت المقر ومعداته.
العمل البلدي في علاقة بحفظ المحيط
تشمل الإدارة الفرعية لحماية المحيط، مصلحة مقاومة الحشرات ومركز التعقيم الجراحي لفائدة الكلاب السائبة ومجابهة الفيضانات والعناية بالمنشآت المائية في البلدية.
وقال محدّثنا، إنّ البلدية تضع كل سنة خطة محلية لمقاومة الحشرات تأخذ بعين الاعتبار معطيات عدّة، مستوحات من الخطة الوطنية لمقاومة الحشرات (الناموس).
وتعتمد هذه الاستراتيجية على نوعين من المقاومة أوّلها المقاومة العضوية أو ما يعبّر عنها بالمقاومة الهندسية التي تتمثل في جهر وتنظيف المنشآت المائية في كامل المنطقة البلدية، لمنع ركود المياه وبالتالي تفادي وجود اليرقات، لأنّ "الناموس" يقضي ثلاثة أرباع حياته في المياه الراكدة، ما يعني أنّ معالجة الطور المائي مهم جدا وفعال باعتبار أنّ الغاية هي القضاء على مصدر تواجد الحشرات وليس القضاء على الحشرات.
وفي هذا الإطار أكّد الماجري، أنّ البلدية تدخلت عن طريق الشفط في جميع المنشآت المائية من أودية وأحواض وشبكة تصريف مياه الأمطار، متحدثا عن فريق يتكون من 8 عملة، مقسمون على دوام ليلي وصباحي، وعن معدات كبيرة وشاحنات ووسائل للجهر والتنظيف، علما وأنّ البلدية تنتظر قدوم معدات جديدة، سيتم اعتمادها قريبا.
وقال الماجري، إنّ اعتماد المقاومة الكيميائية لا يكون بصفة اعتباطية وانما عند ارتفاع درجات الحرارة وبعد دراسة المكان ومعاينته ميدانيا، مؤكدا أنّه من المحبّذ اعتماد المقاومة العضوية المتمثلة في الشفط والجهر والتنظيف ثم الالتجاء إلى المبيدات الكيميائية باعتبار أنّ حماية المحيط تضم أيضا حمايته من المبيدات.
وأضاف محدثنا أنّه يتم اللجوء أحيانا إلى المقاومة الكيميائية باستعمال التضبيب الحراري الذي لا يكون إلاّ في الأماكن المغلقة كالدهاليز والمسالك الصحية.
الحدّ من مخاطر الكلاب السائبة
وفي حديثه عن الكلاب السائبة، قال عصام الماجري، إنّه تم إنشاء مركز التعقيم الجراحي للكلاب السائبة بالمنزه الثامن، أواخر 2019، ويقوم هذا المركز بتطبيق منظومة موجهة للكلاب الضالة TNR، تتضمن معالجة وتعقيم الكلاب وتلقيحهم ضد داء الكلب وتقليدهم قرطا مميزا ثم يتم إعادتهم إلى مكانهم، لتجنب توطين كلاب دخيلة في مناطقهم.
ويتم التعويل على هذه الكلاب المعالجة، لتكون شريكا فعالا للمواطن، لما يضطلعون به من دور فعال في حماية الأحياء التي يستوطنونها.
وأضاف محدثنا، أن منظومة TNR، لا تقدّم نتائج فورية وإنّما متوسطة أو بعيدة المدى باعتبار أنّ عدد الكلاب السائبة في المنطقة يتقلص في ظرف 4 أو 5 سنوات، نظرا لتفادي ولادات الكلاب (حوالي 67 ألف كلب في 5 سنوات وفقا لمحدثنا)
وقال عصام الماجري إنّ بلدية أريانة تمكنت إلى حدود هذه السنة من تعهّد حوالي 800 كلب بفضل جهود فريق يتولى عملية التقاط الكلاب بمعدّل يومين في الأسبوع، ويتولى فريق آخر يضم طبيبة بيطرية معالجة الكلاب بمعدّل يومين في الأسبوع أيضا.
مجابهة الكوارث
وفي علاقة بمجابهة الكوارث، قال محدثنا، إنّ هناك فريقا يتدخل يوميا لتعهد شبكة تصريف مياه الأمطار، التي تضم البالوعات، بالتنظيف الموضعي في كل المنطقة سواء في الأودية ومجاري المياه، الراجعة بالنظر للبلدية أو في بعض الحالات يتم التدخل في منشآت ترجع بالنظر للإدارات الجهوية كالتطهير والتجهيز وإدارة المياه العمرانية والفلاحة.
ونوّه محدثنا أنّ التدخل يكون أحيانا بصفة استعجالية، عندما يكون الوضع لا يحتمل الانتظار وذلك لحماية المواطنين والمتساكنين والصحة العامة.
وفي ختام حديثه قال عصام الماجري، أنّ العمل البلدي هو عمل يومي ضمن استراتيجية واضحة وهو غير مرتبط بحملات موسمية.