×
×

هل يغلب الترجي الرياضي التونسي بيع الاشتراكات على مصلحة جماهيره؟


وكلات
صوفية الصفاقسي
صوفية الصفاقسي
نشر في 2023/11/08 17:33
TT
11

غاز مسيل للدموع، تدافع، طوابير طويلة من المشجعين وعدد ضخم من أعوان الشرطة.. مشهد ألفته الكرة التونسية وألفها عند عملية بيع تذاكر مباريات حاسمة، وهو حال ما حف بأيام بيع تذاكر مباراة الترجي الرياضي التونسي والوداد المغربي في إطار إياب الدور الافريقي، بمحيط ملعب المنزه.

“أنا هنا منذ الساعة الخامسة صباحا، وها هو النهار يشرف على النهاية، أعوان الشرطة يدّعون أن التذاكر نفذت على الساعة التاسعة والنصف، لكن كيف لها أن تنفذ في نصف ساعة بعد انطلاق عملية بيعها على الساعة 9، متأكد أنها تباع في السيارات التابعة لوزارة الداخلية، لقد قدمت عرضا لأحد أعوان الشرطة القابعين هنا لشراء تذكرتين مقابل 45د، لكنه سارع بالرفض مجيبا: “ناولني الـ 45د وسوف أتكفل بالاتصال بأحد الزملاء يوم المقابلة ليتولى بدوره إدخالك إلى الملعب“... لكنني رفضت عرضه، ولم تنطل عليا خدعته“، هكذا تحدث أحد مشجعي الترجي، رجل خمسيني تظهر عليه أعراض التعب، قطع مسافة طويلة قادما من أحد أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة رفقة ابنه.

لم تخلو جولتنا أيضا من أسئلة لبعض أعوان الشرطة المتواجدين بمحيط الملعب حول وجود تذاكر من عدمه، لكنهم اكتفوا بإجابة مقتضبة بأن التذاكر نفذت منذ الساعة الأولى لانطلاق بيعها دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

أحد المشجعات دخلت هي الأخرى في مناوشات مع الأعوان المكلفين بتسيير عملية بيع التذاكر فتوجه نحوها بإطلاق الغاز المسيل للدموع، لكنها هددته بأن تتوجه إلى أقرب مركز أمن لتقدم شكاية في الغرض.

مشجع قال إن عون شرطة أكد أن لزميله كمية من التذاكر سيقوم ببيعها “مرشي نوار“ ومده برقم هاتف الجوال لقضاء حاجته، وآخر أفاد أنه سيمكث بأحد الأزقة المجاورة للملعب عله يجد ضالته في عون يبيعه تذكرة لحضور المقابلة، لكيلا تذهب مجهوداته في تحمل حرارة الطقس والنهوض باكرا سدا، قائلا: “كل شيء يهون على خاطر الجمعية“.

مجموعة أخرى من الشبان أكدوا لـ SonFM أن بيع التذاكر في السوق السوداء من قبل أعوان الشرطة مشهد تعودوا عليه، فلا أمل يخالجهم لشراء تذكرة بطريقة قانونية في المباريات الكبرى التي يخوضها فريقهم، مرجعين المشكلة إلى إدارة الفريق التي لا تحمي الجماهير من غطرسة وزارة الداخلية التي تعودت قمعهم داخل وخارج الملاعب، مصرحين أنهم لن يفقدوا الشغف وأن الملاعب للجماهير لا لأعوان الشرطة ولا لإدارة الفريق.

وآخر قال أن المهمة تمت بنجاج وأن سعر التذكرة التي اقتناها من أحد أعوان الشرطة ثمنها بخس مقارنة ببعض الأثمان الأخرى المعروضة، 50“ دينار خير من 75 دينار“..

1 عود في ارتكاب الأخطاء من إدارة الترجي الرياضي التونسي:

ليست المرة الأولى وحتما لن تكون المرة الأخيرة التي يٌقاد فيها مشجعو فريق الترجي الرياضي التونسي إلى مواجهة نفس المصير خلال عملية بيع التذاكر في السوق السوداء من طرف أعوان وزارة الداخلية فقد سبق وأن شهدت عدة مباريات أخرى خاصة منها “مقابلات الدربي التي يكون فيها ترجي العاصمة مستضيفا“ مثل هذه الممارسات الذي ضاقت منها الجماهير الرياضية ذرعا دون أن تحرك إدارة الفريق ساكنا أمام هذه الخروقات.

وهنا تجدر الإشارة إلى الدور السلبي الذي لعبته إدارة فريق الترجي الرياضي التونسي بنشرها لبلاغ مقتضب أبلغت فيه جماهيرها أنه تم عرض تذاكر “بيلوز“ للبيع أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء بشبابيك الملعب الأولمبي بالمنزه دون تحديد للكمية، على اعتبار أن بقية الأماكن محجوزة لأصحاب الاشتراكات “وقد بلغ عدد المشتركين 14751 وفق آخر تحيين للفريق “، منوهة أن عملية بيعها متواصلة بشبابيك الحديقة ب، وعلى موقع تسكرتي.

بلاغ خال من أي تفاصيل، وسط غياب أي أخبار عن سير وتطورات عملية بيع التذاكر، في الوقت الذي تشتكي فيه الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي من نفاذ التذاكر في وقت قياسي، وعليه لابد من توجيه أسئلة لإدارة الترجي الرياضي التونسي حول: هل أصبحت غايتها من المباريات ربحا ماديا بحتا عن طريق بيع الاشتراكات؟ وهل تضع جماهيرها أمام خيارين أحلاهما مر: إما اشتراك أو عصا البوليس وغازه المسيل للدموع؟ ولماذا لم تُقدم إدارة الترجي على تجربة البيع الالكتروني للتذاكر في أي من المسابقات القارية أو المحلية على غرار ما فعله النادي الافريقي بطرحه لتذاكر الكترونية لمقابلاته في البطولة التونسية وكأس الكنفدرالية الافريقية خلال الموسم الرياضي 2023~2024، وأخيرها اعلانه يوم أمس الثلاثاء عن انطلاق عملية إقتناء تذاكر مباراة الجولة الأولى ذهاب لمرحلة مجموعات كأس الكونفدرالية الإفريقية المبرمجة ضد Dreams F.C الغاني المبرمجة ليوم الأحد المقبل بملعب حمادي العقربي برادس.

أسئلة متعددة الأوجه تواجهها إدارة الترجي الرياضي التونسي بعد تعمدها احراج جماهير الفريق ووضعها وجها لوجه أمام مصير لا يتغير ، دون أن تحرك ساكنا في اتجاه حلحلة الأزمة، في الوقت الذي تدعو فيه المشجعين قبل كل مباراة عبر صفحتها الرسمية إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزاز حفاظا على مصلحة الفريق وتجنبا للعقوبات، لكن أين مصلحة الجماهير من هذه الحسابات الضيقة؟

استفهامات حاولنا توجيهها لإلى إدارة الفريق لكننا لم نتوصل إلى إجابة نظرا لرفضهم في معظم الأحيان التعامل مع الصحافة، مقتصرين على تطبيقة ترجي + كوسيلة أحادية للتواصل.

2 جماهير الترجي لا تفقه ثقافة المقاطعة:

على عكس جماهير الوداد المغربي لم تبادر جماهير بمقاطعة المدارج احتجاجا على التجاوزات التي تطالهم خلال عملية بيع التذاكر فقد سبق أن قاطع النادي المغربي مباراة دربي كازا خلال شهر أفريل من العام الجاري أمام فريق الرجاء احتجاجا على ارتفاع أسعار التذاكر مؤكدين أن “الكرة للجمهور“.

مجموعات من المنعرج الجنوبي للترجي الرياضي التونسي أقدمت هي الأخرى على قرار مقاطعة المدارج على غرار ألتراس المكشخين لكن لأسباب أخرى مختلفة تماما عن مجريات عملية بيع التذاكر منها نقل مباراة دربي العاصمة إلى ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير خلال الجولة العشرة من الدوري التونسي سنة 2019.

مجموعات طبعت مع ممارسات السلطة والإدارة حتى أنها انخرطت فيها، وفق ما أكده أحد مشجعي الترجي اليوم بمحيط الملعب الأولمبي بالمنزه من خلال قبولهم بفرض الإدارة لبيع الاشتراكات مع عدم طرح تذاكر خلال مباريات البطولة، وقبولهم المساومة على حقوقهم بدخول الملاعب وحضور المباريات وتشجيع فريقهم.

 


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld