نيران تأخذ في طريقها كل ما تقع عليه يدها، عبارة تختصر ما يحدث بمرتفعات ملولة بطبرقة من ولاية جندوبة حيث توسعت الحرائق لتأتي على مساحات شاسعة من الغابات رغم تكاتف جهود الحماية المدنية والجيش الوطني لإخمادها.
حريق زاده ارتفاع درجات الحرارة تأججا وسط هبوب رياح الشهيلي التي تزيد من انتشاره، وفي هذا الإطار يجدر التذكير بأن حريق ملولة هو ثاني أكبر حريق على الشريط الحدودي التونسي الجزائري منذ سنة 2020 الذي أتى على ما يزيد عن 60 هكتارا مخلفا خسائر جسيمة وفق الناشط البيئي عبد المجيد دبار.
وقال الناشط البيئي ورئيس جمعية تونس الإيكولوجية عبد المجيد دبار في هذا السياق أن حرائق منطقة ملولة وصل إلى 50 هكتارا، مؤكدا أن الحريق كان منطلقه مصب عشوائي للفضلات وانتشر بسرعة هبوب الرياح وارتفاع درجات الحرارة القياسية التي وصلت في "الظل" إلى 50 درجة.
وأرجع دبار السبب الرئيسي لاندلاع الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه التي تعاني منها البلاد التونسية.
وأكد الناشط البيئي نفوق عدد هام من الحيوانات وخاصة أيل الأطلس النادر الموجود في الغابة التي تحتوي على الصنوبر البحري غرب البلاد والتي اندلعت داخلها الحرائق، مشيرا أن إعادة غراسة هذا النوع من الصنوبر يتطلب 60 سنة حتى يتحول إلى غابة.
وكشفت وزارة الفلاحة اليوم الجمعة 2023 الخطة الوطنية لحماية الغابات من الحرائق تشمل أربع وزارت وهي الفلاحة والدفاع والداخلية والتجهيز بهدف تقليص المساحات المحروقة وتدعيم الإنذار المبكر والتدخل السريع.
وّأفادت الوزارة ان الحرائق التي اندلعت في الغابات خلال الفترة الممتدة من غرة جانفي إلى 18 جويلية الجاري أتت على 18.714 هكتارا من الغابات.
في حين صرح كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأمريكية أن شهر جويلية 2023 هو الأكثر حرارة في العالم منذ مئات السنين إن لم يكن آلاف السنين، مرجعا السبب إلى تواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.