أطنان من قوارير المياه المعدنية، مئات علب الحليب، مواد غذائية من مختلف الأحجام والأصناف، أغطية، ملابس مستعملة، حفّاظات وغيرها من المساعدات العينية التي تملأ قاعات المدرسة الابتدائية شارع الحبيب بورقيبة بطبرقة من ولاية جندوبة والتي لم تجد طريقا إلى أصحابها.
أسابيع قليلة مضت، كانت غابات ملولة وأولاد يحي وعين الصبح بمعتمدية طبرقة على موعد مع أكثر الحرائق فتكا هذه الصائفة أتت على الأخضر واليابس لتلتهم مساحة غابيّة تناهز 450 هكتارا من شجر الصنوبر البحري، حسب منظّمة غرينبيس المختصّة في المحافظة على البيئة. ووفق بيان وزارة الفلاحة، عانى الأهالي الأمرين نتيجة تضرر منازلهم وما اضطرهم إلى البحث عن ملاجئ آمنة اختارت السلطات الجهوية أن تكون مدارس ومعاهد ثانوية ودور شباب.
مأساة قادت مختلف مكونات المجتمع التونسي إلى الهبوب لإغاثة الأهالي من خلال تقديم المساعدات الوفيرة وصلت على شاكلة قافلات لتُوزّع على الأهالي أياما قليلة بعد الحرائق. لكن، وبعودتهم إلى منازلهم أو بخروجهم من مراكز الإيواء الخاصة بعد يومين على أقصى تقدير من الحادثة ومع الكميات المهيبة للمساعدات التي وصلت دخل سوء التصرف على الخط لتجد الإعانات نفسها محتجزة بين جدران القاعات تنتظر قرارات مختلف الجهات المتداخلة بين الاتحاد التونسي للتضامن والهلال الأحمر والسلطات الجهوية الرسمية والمجتمع المدني.
وقال المعتمد الأول لولاية جندوبة الطيب الدريدي أنهم بصدد إعداد قائمات محينة للأشخاص الذين سيتمتعون بالإعانات، وأنها ستصل إلى مستحقيها لكن تبقى المسألة مرتبطة بالوقت والتنفيذ.
وفي هذا الإطار، أفاد الناشط بالمجتمع المدني بمعتمدية طبرقة أسامة الزواوي أن جهود المجتمع المدني هي من ظلت مرابطة في التنسيق ومحاولة إيجاد طريق إلى حل أزمة المساعدات الاجتماعية، مشددا على أنهم اقترحوا على والي الجهة تنظيم حملة ضخمية تستمر ليومين يتم خلالها جرد وتوزيع الكميات العينية المتراكمة.
كما وجه الزواوي نداء لمختلف المتدخلين للمشاركة في حملة إعادة تهيئة المساكن، مضيفا أن الدولة وعدت بتقديم تعويضات ضخمة للمتضررين.