×
×

لماذا يصر سعيد على أن الاحتكار وراء أزمة الحليب في البلاد؟


مربية أبقار في منطقة ماطر من ولاية بنزرت / ©اندبندنت عربي
قسم الأخبار
قسم الأخبار
نشر في 2023/09/12 16:28
TT
11

خلال لقاء جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد بوزير الفلاحة في 08 سبتمبر 2023 أكد الرئيس أن "هناك أناس يقومون بافتعال الأزمات... عبر احتكار المواد الأساسية كالحليب قصد تأجيج الأوضاع سنتصدى لهم"، متهما أطراف مجهولة - لم يحددها - بالوقوف وراء الأزمة. في المقابل، شكّك خبراء في رواية سعيد مؤكدين أن هناك أسبابا أخرى رئيسية تقف وراء أزمة الحليب في تونس.

وكان سعيد قد أطلق حربا على “محتكري” المواد الغذائية كالطحين والسكر والزيت والحليب في شكل عمليات مراقبة مشتركة بين وزارة الداخلية والمالية والتجارة وتنمية الصادرات، لاقت نتائجها استهجان عديد الخبراء حيث لم تتعدّ قيمة المحجوزات يوم استهلاك وطني واحد.

من جانبه، أقر عضو اتحاد الفلاحين الإمام البرقوقي في حوار مع SonFM بأن الاحتكار ليس السبب الرئيسي لأزمة فقدان الحليب في تونس، كما يروج لذلك الرئيس، وأضاف أن رئاسة الجمهورية والحكومة الحالية لم تعمل، كسابقاتها، على معالجة المشاكل الفلاحية بشكل عام ومنظومة إنتاج الألبان بشكل خاص، حيث لم يقع التعامل مع القطاع كركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والسيادة الوطنية، فبقيت المنظومة الفلاحية بالية دون تحيين وفقا للتقدم التكنولوجي والبحث العلمي، غير أن هذا التقصير بدا جليا بعد الحرب الروسية الأوكرانية عندما أثرت على إمدادات الغذاء في العالم. "

في المقابل، يؤكد فلاحون من ولاية باجة لـ SonFM أن ارتفاع تكاليف إنتاج الحليب هو ما ساهم بشكل كبير في تراجع كميات الأعلاف المقدمة للأبقار، ما أثر على مردودية إنتاجها.

هذا وبلغت نسبة استهلاك الأسرة التونسية الواحدة من الحليب حوالي 25 لترا في الشهر الواحد، وفق إحصائيات نشرها المعهد الوطني للاستهلاك.

من جانبه، أشار البرقوقي إلى أن كلفة إنتاج الحليب أصبحت تفوق سعر البيع، ما كبّد الفلاّحين خسائر كبيرة جعلتهم يُفرّطون في القطيع، إلى جانب تنامي ظاهرة تهريب الأبقار إلى الجزائر وعجز أجهزة الدولة على القضاء على هذه الأزمة.

ووفق تقديرات الاتحاد الاتحاد التونسي للفلاحة، فقد خسرت تونس 40 بالمائة من إجمالي قطيعها سنة 2022، إلى جانب عجز الدولة عن فكّ شبكات الفساد داخل منظومة إنتاج الأعلاف وتوزيعها.

وأضاف محدثنا أنه من بين الأسباب الأخرى التي أثّرت على منظومة الألبان في تونس الجفاف الذي قضى على المراعي الخضراء ودفع إلى التفكير في توريد الأعلاف الخشنة.

في المقابل، قالت الباحثة التونسية في اللسانيات وتحليل الخطاب، منية عبيد في حوار خاص مع SonFM إنه منذ تولي رئيس الجمهورية قيس سعيد الرئاسة سنة 2019 أصبحت تلاقي صفحة رئاسة الجمهورية على" فايسبوك " " محطة صناعة الرأي "اهتمام جميع التونسيين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية وأعمارهم ومستواهم الثقافي، وأصبحت تمثل الصفحة مادة إعلام رئيسية دسمة ومهمة لوسائل الإعلام.

وأشارت عبيد إلى أنه وفق أهداف رئاسة الجمهورية يتم ضبط الهدف العام من نشر بيان أو لقاء، والرأي العام الذي يجب صناعته والأثر أو الانطباع الذي يجب تركه.

وتراهن خطابات الرئيس وفق عبيد على استمالة العقل التونسي البسيط من خلال تطبيق" سياسة الجلب "و" زرع الطمأنينة "داخل نفوس المتلقين بهدف زيادة عدد الموالين،" نحن في الطريق الصحيح نحو السيطرة على الأزمات الاقتصادي والاجتماعي والقضاء على الفساد ".

وأمام كل عجز تقع فيه الدولة في حال ندرة بعض المواد الأساسية مثلا أو العجز عن السيطرة على التضخم، يظهر سعيد ويلقي الاتهامات المبنية على صيغة المجهول لتغطية فشله.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld