مع كل بداية فصل صيف جديد يعود إلى أذهان متساكني منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة مشكل التلوث الذي أصحبت تعاني منه شواطئ الجهة في السنوات الأخيرة، ما جعل السلط المعنية تمنع السباحة فيها.
شواطئ حملت معها ذكريات أطفال كانوا يرتادونها منذ صغرهم، وكانت بمثابة مورد رزق للعديد من الأشخاص، وكانت أيضا متنفسا للأهالي، إلا أنّ منسوب التلوّث ارتفع في العشر سنوات الأخيرة، وأصبحت السباحة ممنوعة.
"لم نستطيع الاقتراب من البحر بسبب الروائح الكريهة المنبثقة عنه"، هذا ما دفع الشاب التونسي أصيل منطقة حمام الشط حمدي الجويني إلى إطلاق مبادرة أطلق عليها اسم "رجّع البحر".
وصاحب المبادرة يقول في تصريح لإذاعة Son Fm إنّ الهدف من هذه المبادرة هو محاولة الضغط على سلطة الإشراف للتحرك وإيجاد حلول للتلوث الذي لحق شواطئ الضاحية الجنوبية.
مبادرة انطلقت بيوم توعوي قام على مجموعة من الورشات الفنية على الشاطئ نظرا وأنّ الفن في خدمة المحيط وفق تعبير الناشط في المجتمع المدني حمدي الجويني، مشيرا إلى أنّه تمّ تخصيص ورشة للفنون التشكيلية والرسم للأطفال وورشة أخرى لإعادة تدوير الفضلات لصنع التحف الفنية، إضافة إلى حملة نظافة على طول الشريط الساحلي للمنطقة، مع دورة لكرة قدم على الشاطئ للأطفال، لتكون حملة ذات طابع ثقافي وترشّد المواطنين وتحثّهم على انتهاج سلوك للمحافظة على البيئة.
كما أمن الدكتور عمال مليح رئيس مخبر المياه بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية مداخلة علمية ونقاشا مع الأهالي لتحديد مسؤوليات كل الأطراف المتداخلة في التلوث الذي لحق شواطئ الضاحية الجنوبية، وفق إفادة الناشط في المجتمع المدني حمدي الجويني، الذي أكّد أيضا أنّ مبادرة "رجّع البحر" تهدف أيضا إلى إيجاد حلول ومقترحات لأصحاب القرار لتفادي معضلة التلوّث.
وأفاد محدّثنا بأنّ عديد الجمعيات الناشطة في الجهة وغيرها شاركت في هذه المبادرة، كما قامت البلدية بتوفير المعدّات لحملة النظافة.
وفي إجابته عن سؤال هل تفاعلت السلطات المعنية مع المبادرة، بيّن الجويني أنّها قامت بإغلاق المجاري التي تصبّ في البحر، وهذا ما اعتبره محدّثنا حلّا وقتيا وليس ما يطمح له أهالي الجهة.
وأكّد حمدي الجويني أنّ كل الجمعيات المشاركة في مبادرة "رجّع البحر" ستقوم بتحرير تقرير والإمضاء عليه وتقديمه كعريضة للسلطات المعنية.
ولاقت المبادرة مساندة من الوسط الفني والصحفي والجمعياتي كالجمعية الدولية للطائرات الورقية وجمعية أحباء بئر الباي والكشافة التونسية