تحدث عضو منظمة آلارت حسام سعد خلال حضوره أمس الجمعة 22 ديسمبر 2023 في برنامج " عطاولة " عن تفاصيل التفويت في شركتي ستيل وTunisie Lait بداية سنوات الـ 2000 وذلك بغطاء خوصصة القطاعات. وأشار ضيف الحلقة إلى أن 70 % من الأبقار المنتجة للحليب في تونس مصابة بالسل، ما دفع الجزائر إلى إغلاق حدودها أمام الأبقار المهربة من تونس.
وقال إن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي قد فوت في الشركتين لصالح المقربين منه، وقبل التفويت تمت أفلست شركة ستيل وTunisie Lait اللتان كانتا تحققان أرباحا مهمة وذلك في إطار قرارات وزارية تهدف إلى تقليص مساهمات الدولة في دعم الشركتين، حيث تم التفويت في شركة Tunisie Lait لجلال بن عيسى وليلى بن علي اللذان لم يهتما بإنتاج الحليب وهو ما ساهم في إعلان الإفلاس سنة 2018.
وأضاف حسام سعد أن الدولة التونسية فوتت في 74 % من شركة Tunisie Lait و100 % من شركة ستيل دون تسوية واضحة للملكية العقارية الموجودة على ذمتها.
وأشار سعد إلى أن الدولة التونسية لم تقم بخوصصة القطاعات وإنما بخوصصة الشركات العمومية الرابحة منذ سنة 1995 بموجب التوقيع على اتفاقية التبادل التجاري الحر مضيفا أن الشخصيات الريعية الكبرى في البلاد اليوم بدأت بمؤسسات عمومية تمتلك عقارات ووحدات سياحية، حيث كانت الدولة التونسية تفرض على شركاتها الاستثمار في مجالات عدة أخرى كالفندقة والمطاعم والأراضي والعقارات والواحات.
وأوضح عضو منظمة آلارت أن الفساد الحاصل في شركتي ستيل وTunisie Lait لا يقفان وراء أزمة الحليب في تونس كما يدعي رئيس الجمهورية قيس سعيد.
وقال حسام سعد إن الفساد الحاصل في منظومة الأعلاف داخليا والتبعية للخارج وسيطرة الاقتصاد الريعي على مسالك الإنتاج والتوزيع وعدم الترفيع في هامش الربح للفلاح إلى جانب الوضعية الصعبة التي تمر بها المالية العمومية هم سبب أزمة الحليب الفعلية في تونس.
وأشار إلى أن التقارير الإدارية تؤكد أن الفلاح لن يحقق نجاحا في تربية الأبقار الحلوب إلا عند امتلاك أكثر من 15 بقرة حلوب غير أن 99.7 % من مربي الأبقار في تونس يمتلكون أقل من 10 بقرات.
ودعا ضيف الحلقة في ختام حديثه السلطة إلى ضرورة الإقرار ومصارحة الشعب بوجود أزمة والابتعاد عن الخطابات السياسية الشعبوية.