يحيي الشعب التونسي اليوم الثلاثاء الموافق لـ 25 جويلية 2023، الـ 66 لعيد الجمهورية، وهو يوم يحمل في طياته التاريخ المجيد للبلاد والنضال من أجل الحرية والديمقراطية ويتزامن في كل مرة مع حدث بارز في البلاد.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1957، شهدت تونس الاعتلاء إلى منصب الجمهورية بعد قرون من النظام الملكي، واستقلال جديد بدأ يكتب تاريخًا جديدًا للوطن.
إن تاريخ 25 جويلية يمثل منعطفًا في تاريخ تونس الحديثة، حيث بدأ الشعب رحلة استقلاله وتحقيق أهدافه نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية خاصة بعد ثورة 2011.
وتحفل الذكرى بالتحولات والمحطات المهمة التي شكلت هويتها الوطنية وجعلتها تحتل مكانًا مميزًا في العالم.
كما يقترن هذا التاريخ أيضا بوفاة محمد البراهمي عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التيار الشعبي والمنسق العام للحزب والأمين العام السابق لحزب حركة الشعب عام 2013ـ إضافة إلى وفاة باجي قائد السبسي الرئيس السابق عام 2019.
إلا أنه في نفس التاريخ من عام 2021، أحداثا وتغيرات مهمة عاشتها البلاد في يوم الجمهورية، عندما قرّر الرئيس قيس سعيد تفعيل التدابير الاستثنائية وحل البرلمان وإقالة حكومة المشيشي، وصولا إلى اعتقال العديد من السياسيين البارزين في البلاد التونسية على غرار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعصام الشابي الأمين العام للحزب الجمهوري.
وفي العام الحالي، دعا التيار الديمقراطي كافة التونسيين والتونسيات وجميع القوى الديمقراطية والمدنية والشبابية للمشاركة في مسيرة مواطنية انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 25 جويلية من أمام مبنى ستوديو 38 بشارع الحبيب بورقيبة في اتجاه ساحة "مية الجريبي".
ومن جانبها، أعلنت جبهة الخلاص الوطني عن تنظيم مسيرة في نفس اليوم، وقد أكدت حركة النهضة مشاركتها في هذه المسيرة أيضًا، "لتسليط الضوء على مستجدّات الشّأن الوطني والتّعبير عن التّضامن التامّ مع كافّةِ المعتقلين السياسيّين ومساندة عائلاتهم والمطالبة بإطلاق سراحهم وايقاف المحاكمات السياسيّة الجائرَة في حقّهم" وفق بيان الجبهة على صفحتها فايسبوك.
يعكس هذا التجمع قوة الإرادة الوطنية في تحقيق التوافق والتغيير الإيجابي والمطالبة بالمسار الديمقراطي للبلاد.
وفي ظل الأوضاع الصعبة والتحديات الكبيرة التي تواجهها المسيرات، لا يزال دور الشباب والقوى المدنية حاسمًا لنجاحها.
إن تونس بحاجة إلى تضافر الجهود وتكاتف الأيادي من أجل بناء مستقبلٍ أفضل يحقق التطلعات والآمال لكل التونسيين وخصوصا تطلعات الثورة التونسية.
تحتفظ تونس بماضٍ مشرّف وحاضرٍ حافل بالتحديات والصعوبات على جميع الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها من التحديات بالنظر إلى ارتفاع الأسعار غير المسبوق وارتفاع نسب التضخم والجفاف.