قال مصدران مطلعان، لم تورد رويترز اسميهما، إن الوكالة الدولية لبحوث السرطان بصدد الإعلان للمرة الأولى، الشهر المقبل، عن أنّ "الأسبرتام"، أحد أكثر المُحليات الصناعية شيوعا في العالم، يمكن أن يكون مادة مسرطنة، مما يضع الوكالة التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مواجهة مع صنّاع الأغذية والجهات التنظيمية.
والأسبارتام هو مادة صناعية تستخدم بديلاً للسكر في كثير من الأطعمة والمشروبات لأنه أكثر حلاوة من السكر بـ 200 مرة، لذلك يمكن أن يستخدم بكمية أقل لإعطاء نفس المستوى من الحلاوة وهذا يقلل من السعرات الحرارية في الأطعمة أو المشروبات.
ويستخدم الأسبرتام في صناعة منتجات متعددة ومتنوعة كمشروبات الكوكاكولا الغازية منخفضة السعرات الحرارية وعلكة إكسترا وبعض المشروبات الأخرى، كما يستعمله بعض مرضى السكري.
جاء قرار الوكالة، بعد اجتماع لخبراء من خارج الهيئة، بعد تقييم ما إذا كانت المادة تمثل خطرا محتملا أم لا، بناء على جميع الأدلة المنشورة، دون الأخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن أن يستهلكها الفرد، من تلك المادة دون الإضرار بصحته.
وتأتي هذه النصيحة من لجنة خبراء منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن المواد المضافة إلى الأغذية وقرارات الجهات التنظيمية الوطنية، وتعرف هذه اللجنة باسم "لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة المعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية".
يذكر أنّ قرارات مماثلة لوكالة بحوث السرطان كانت قد أثارت في الماضي مخاوف المستهلكين بشأن استخدام مواد مختلفة، وأدت إلى رفع دعاوى قضائية، مما شكل ضغطا على الشركات المصنعة التي كانت مطالبة بإعادة صنع وصفات وإيجاد بدائل جديدة، أمّا بالنسبة للأسبرتام فإنّ إعتماده يعود لسنة 1981 حيث أعلنت لجنة خبراء مشتركة في عدد من البلدان منها الولايات المتحدة ودول أوروبية أنّه آمن للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة.
ومن المنتظر أن تعلن وكالة بحوث السرطان عن قرارها النهائي في 14 من جويلية القادم.