أكد معتز أولاد أحمد، أمين مال المنظمة التونسية للأطباء الشبان، خلال مشاركته في برنامج "عطاولة" يوم الثلاثاء 20 نوفمبر على موجات إذاعة SONFM، أن دعوة المنظمة لمقاطعة اختيار أماكن التربصات في مستشفيات تونس الكبرى ونابل وبنزرت تأتي على خلفية النقص الحاد في عدد الأطباء الداخليين، وهو ما ينذر بانعكاسات خطيرة على الأطباء والمرضى على حد سواء.
وأوضح أولاد أحمد أن هذا النقص، الذي بلغ حوالي الثلث مقارنة بالسنة الماضية، يشكل عبئاً إضافياً على الأطباء الداخليين، الذين سيجدون أنفسهم مضطرين للعمل لساعات طويلة قد تصل إلى 100 ساعة أسبوعياً، وهو ضعف المعدل العالمي البالغ 48 ساعة فقط. وأشار إلى أن هذا الضغط سيؤدي حتماً إلى إنهاك الأطباء، مما يهدد جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى.
وأضاف أن المنظمة اقترحت حلاً عملياً يتمثل في انتداب الأطباء الذين لم يتمكنوا من اجتياز مناظرة التخصص، مؤكداً أن هذا الحل غير مكلف مادياً وسيساهم في تخفيف العبء عن الأطباء الداخليين الحاليين. إلا أن هذا المقترح لم يلقَ استجابة من وزارة الصحة أو إدارة كلية الطب بتونس، مما دفع المنظمة إلى دعوة أعضائها لمقاطعة اختيار أماكن التربصات بداية من جانفي 2025.
وأشار أمين مال المنظمة إلى أن عملية اختيار أماكن التربصات، التي كان من المفترض أن تنطلق في 4 نوفمبر الجاري، تعطلت بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع الجهات المعنية حول توفير العدد الكافي من الأطباء الداخليين.
وأضاف: "نقص الكوادر الطبية يضع الأطباء الداخليين في مواجهة مباشرة مع تحديات جسدية ونفسية، ويهدد النظام الصحي بأكمله".
وختم أولاد أحمد حديثه بالدعوة إلى فتح حوار جاد مع وزارة الصحة وكلية الطب لإيجاد حلول عاجلة تضمن استمرارية الخدمات الصحية وتحافظ على حقوق الأطباء الشبان في ظروف عمل إنسانية ومهنية لائقة.