في إطار تصاعد أزمة المياه التي تجتاح تونس، يعيش سكان منطقة بوشمة في ولاية قابس على وقع مأساة متكررة، حيث يعانون من انقطاع مياه الشرب بشكل متواصل. هذا الوضع الكارثي دفعهم إلى التحرك والتعبير عن احتجاجاتهم أمام مقر الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالجهة في أكثر من مناسبة.
في ظل هذا الواقع الصعب، أكد منسّق المرصد التونسي للمياه، علاء المرزوقي، أثناء مداخلة له يوم الثلاثاء 16 جانفي 2024، في برنامج Sans Emissions، أن متساكنو منطقة بوشمة في ولاية قابس قاموا بتنظيم احتجاج جديد يوم الثلاثاء 2 جانفي 2024، للتنديد بالانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب. وعقب هذا التحرك، جرت جلسة عمل في 11 جانفي 2024، بحضور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي، وكاتب الدّولة للمياه رضا قبوج، لمناقشة القضايا المتعلقة بتوزيع المياه في ولاية قابس.
تركزت الجلسة على استعراض الحلول الممكنة للتحديات التي تواجه توزيع المياه في الجهة. وعلى الرغم من هذه المناقشات، إلا أنه حتى اللحظة لم يتم الكشف عن مخرجات الاجتماع أو حلول فورية للأزمة في بوشمة، وفقًا لما أفاد به علاء المرزوقي.
وتأكيدًا للحاجة الملحة إلى حلول فورية، أشار المرزوقي إلى أن منطقة بوشمة تعاني من انقطاعات مياه مستمرة لأكثر من 6 سنوات، مما يؤثر بشكل كبير على حياة سكان المنطقة يوميًا.
وفي خضم هذه الأزمة، أكد المرزوقي أن خريطة العطش لسنة 2023 تضمنت 1893 تبليغًا عن مشاكل متعلقة بالمياه، بالإضافة إلى 127 تحرك احتجاجي و133 تسرب و1592 تبليغًا عن انقطاع، مؤكدا أن ولاية بن عروس تصدرت القائمة بـ 187 تبليغ.
كما سُجِّلت 42 حالة مياه غير صالحة للشرب وملوثة. ورغم أن الأمطار الأخيرة ساهمت في امتلاء السدود بنسبة 32% في 14 جانفي 2024، فإن المخزون لا يزال يسجل عجزًا والأمطار لا تعد كافية.
من ناحيته، دعا المرزوقي إلى إيجاد حلول جدية للأزمة المائية في تونس، خاصة في المناطق الساحلية.
وأوضح أن وزارة الفلاحة تعمل حاليًا على وضع استراتيجية جديدة تشمل استشارات جهوية مع المجتمع المدني وجميع المعنيين، إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في انعدام السيولة.
في الختام، يبقى السكان في بوشمة عالقين في هذه الأزمة المائية، في انتظار تنفيذ حلول عاجلة وفعّالة تضمن تأمين المياه الصالحة للشرب لهم وللمناطق الأخرى المتأثرة في تونس.