بعد انقطاع دام لأكثر من 10 أعوام تعود تونس إلى الانفتاح الدبلوماسي على سوريا وتعد بتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني يحدث ودمشق تعيش عزلة دبلوماسية عربية وآمال في العودة إلى حضن جامعة الدول العربية. في هذا الإطار يندرج حوارنا مع وزير الخارجية التونسي الأسبق والدبلوماسي أحمد ونيس.
- بداية كيف ستنعكس عودة العلاقات الدبلوماسية بين تونس ودمشق على مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين؟
حقيقة إن استدراك التعثرات الاقتصادية التي وقعت فيها تونس لن يكون ضمن العالم العربي بل ضمن الدول المساهمة في التنمية أي الدول المصنعة كدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان الذين يقدمون أهمية للأبعاد الاقتصادية.
ثم إن الاقتصاد السوري يعاني الأمرين بسبب أخطار التقسيم والتجزئة إلى جانب التواجد الصهيوني والتركي والامريكي المسيطر على ثرواته الطبيعية أعتقد أنه عندما تستعيد دمشق ثرواتها الطبيعية الشرعية وخاصة نفط الحسكة يمكن الحديث عن تعاون اقتصادي.
- برأيك ما الذي يحمله الاتفاق التونسي السوري في المجال الأمني والمتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر؟
أرى أن تونس ارتكبت خطأين في حق دمشق الأول عندما قررت قطع العلاقات الدبلوماسية معها في فيفري 2012 في مخالفة لتقاليدها الدبلوماسية والثاني عندما أرسلت قيادات تونسية حوالي 3000 شاب تونسي إلى القتال في صفوف المعارضة السورية وما هي إلا إستهداف لأمن الشعب السوري، باستئناف التعاون الأمني ستعمل تونس على التنصل من جرائم التسفير وستكشف دمشق عديد الملفات وتحمل المسؤوليات وسنتبين مستقبل الشباب التونسي القابع في السجون السورية.
- هل توجد علاقة بين قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق سنة 2012 بانطلاق عمليات التسفير؟
نعم من المؤكد وجود علاقة وثيقة بين قطع العلاقات وبداية عمليات التسفير فعقب قرار حكومة الترويكا سنة 2012 بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع دمشق احتضنت تونس اجتماع أصدقاء سوريا المعارضين للنظام السوري تم بموجبها تم إحداث استراتيجية عدوانية لتنطلق بعدها عمليات تجنيد الشباب التونسي بإغراءات مالية وإرساله إلى ساحات القتال في المشرق العربي.
- ختاما سوريا تنتظر حاليا دعما عربيا لتعود إلى جامعة الدول العربية. ما مدى تأثير الموقف التونسي داخل الجامعة؟
باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق قدمت تونس مثلا يقتدى به لجميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية ساهم في تخفيف العزلة الدبلوماسية التي تعيشها سوريا وعزز صفها رغم أن الموقف التونسي لا يحظى بقوة كبيرة داخل الجامعة بسبب أزماتها السياسية والاقتصادية لكنها على الأقل خطت خطوة نحو لم الشمل العربي.