أكّد مدير حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، زهير بن سالم، أثناء مداخلته في برنامج Sans émissions، يوم الثلاثاء 1 أوت 2023، أنّه تم إخماد جميع الحرائق بصعوبة كبيرة، بفضل مجهودات أعوان حماية الغابات وأعوان الحماية المدنية.
وأضاف بن سالم، أنّ هذه الحرائق التي اندلعت من يوم 24 إلى 31 جويلية 2023، والبالغ عددها 25 حريقا، على مساحة جملية قدّرت بـ 3126 هكتار من الغابات والأشجار الغابية والنسيج النباتي في كل من ولاية جندوبة وسليانة وباجة وبنزرت ونابل والقيروان وبن عروس والقصرين، كانت جرّاء ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تعيشها دول البحر الأبيض المتوسّط.
واعتبر ضيف البرنامج أنّ الخسائر التي نجمت عن هذه الحرائق هذه السنة، لا تقارن بخسائر السنة الفارطة، إذ لم تتجاوز إلى حدود مداخلته في البرنامج الـ 3200 هكتار في حين وصلت في السنة الفارطة إلى 8900 هكتار في الفترة ذاتها.
وقال مدير حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، إنّ الوزارة تعتمد منظومة التنبؤ والتوقي لتجنّب اندلاع الحرائق، والتي يسهر على تنفيذها أعوان الغابات، والتي تعمل على تقييم مدى جاهزية إدارة الغابات لمجابهة تزايد حدّة الحرائق، ناهيك عن ضبط استراتيجية وطنية للتنمية والتصرف المستدام في الموارد خاصة، خلال العشرية من 2015 إلى 2024، لمجابهة الحرائق في المستقبل.
وتشمل هذه الاستراتيجية محاور رئيسية، تتمثل في الجانب المؤسساتي والتشريعي، والمساهمة في القطاع الغابي، والمحافظة على الموارد الغابية بهدف حماية مليون هكتار من الغابات الطبيعية.
ونوّه ضيف البرنامج، إلى أنّ المساحة الجملية للغابات والمراعي والمنابت في تونس تمتد على 5.7 مليون هكتار من بينها مليون و250 ألف هكتار من الغابات الطبيعية والمحدثة، وتعمل الوزارة على مكافحة الحرائق عبر تقليص مساحة الغابات الطبيعية وحماية الغابات وسكانها والتنوع البيولوجي وإدماج متساكني الغابات في منظومة التنمية وتنمية البحث العلمي في مجال الوقاية وحماية الغطاء الغابي.
وتسعى الإدارة العامة للغابات إلى التوقي عبر نظام يقظة يقتضي التدخل الأولي عند نشوب أوّل دخان بواسطة وسائل التدخل الأولي، بسعة 600 لتر من الماء موزعة على جميع الدوائر الغابية بالولايات.
وأكّد زهير بن سالم أنّ الغطاء الغابي يشمل 14 ولاية تندرج في منظومة كاملة للحماية من الحرائق، ولا يقتصر ذلك على موسم الصيف فقط وإنما على كل السنة، موضحا أنه يتم ختم موسم الحرائق في كل سنة بجلسات تقييمية تشمل الحماية المدنية، ويتم تحديد النقائص والحلول الكفيلة لتفاديها خلال السنوات المقبلة، علما وأنّه يتم العمل أيضا على إصلاح المساحات المتلفة، خاصة مع تزامن نهاية موسم الحرائق بعيد الشجرة، في ثاني آحاد شهر نوفمبر من كل سنة.
أمّا بالنسبة لخطة التوقي، فقد أفاد محدثنا، أنّه يتم الاعتماد على نقاط مهمة وهي التوزيع، والبنية الأساسية وتفقد نقاط المياه من بحيرات جبلية وسدود وغيرها، وضبط خارطة لها بالإضافة إلى ضبط المسالك الغابية والقواطع الغابية وأبراج المراقبة التي تساهم في الكشف المبكر عن الدخان.
وقال بن سالم، إنّ الحرائق تنقسم إلى 4 درجات، الدرجة الأولى يتم فيها التدخل محليا بالإمكانات المتاحة مع الحماية المدنية، والدرجة الثانية تشمل تعزيزات من بقية معتمديات الولاية، أمّا الدرجة الثالثة فهي اللجوء إلى تعزيزات المصالح الجهوية لوزارة التجهيز عبر المعدات الثقيلة لفتح القواطع الغابية للحد من انتشار النيران إثر توسّع الحريق بالإضافة إلى تفعيل المخطط العملياتي وأما المستوى الرابع فيشمل تفعيل الخطة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها والنجدة في حالة خروج النيران عن السيطرة بالتنسيق على المستوى الجهوي والمستوى المركزي.
وللإشارة فإنّ المركز الوطني لحماية الغابات يقع في رادس ويضم 9 مراكز جهوية أخرى.