في خطوة مفاجئة أعلنت السلطات العراقية الأحد الماضي، حظر تطبيق "تلغرام" للمراسلات في البلاد، مبررة القرار بأسباب متعلقة بالأمن القومي.
تلك الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في البلاد، خاصةً بين منصات إعلامية مقربة من أحزاب موالية لإيران، التي كانت تستخدم التطبيق بشكل واسع لنشر الأخبار.
تأتي هذه الخطوة في سياق يُعيد فيه العراق تقييم توازنه بين الأمن القومي وحقوق الحريات الفردية بعد سنوات من الصراع والتوترات.
التطبيق وحقوق الحريات
تطبيق تلغرام كان واسع الانتشار في العراق، حيث يستخدمه العديد من المواطنين والمنصات الإعلامية.
ومع ذلك، رأت السلطات أن تلك الاستخدامات تشكل تهديداً على الأمن القومي وسلامة الدولة.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الاتصالات العراقية أنها تحترم حقوق المواطنين في حرية التعبير والاتصال، مع الحفاظ على أمان الدولة ومؤسساتها.
الجدل والتفسيرات
قرار حجب تلغرام أثار جدلاً واسعاً، خاصةً بين منصات الإعلام المؤيدة لإيران، حيث اعتبرت تلك القرار خنقاً لحرية التعبير ومصادرة للحريات.
تأتي هذه الاعتراضات في ظل تصاعد التوترات السياسية والمؤشرات على وجود قيود على حرية التعبير في البلاد.
وقد عبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن مشروعي قوانين قد تقيّدان الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي للشعب العراقي.
التحديات المستقبلية
تواجه السلطات العراقية تحدياً كبيراً في تحقيق التوازن المثلى بين الحفاظ على الأمن القومي وضمان حقوق الحريات الأساسية للمواطنين.
يأتي ذلك في سياق التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها البلد بعد عقود من الصراع والتوترات.
من الضروري أن تتبنى السلطات سياسات شفافة ومتوازنة تحقق التوازن بين هذين الجانبين، وتضمن حقوق المواطنين في التعبير والتواصل دون المساس بالأمن القومي.
تبقى قضية حجب تطبيق تلغرام في العراق مثار جدل واسع، حيث يتعين على السلطات مواجهة التحديات الراهنة والسعي نحو بناء مجتمع يستند إلى الحريات والأمن على حد سواء.
يعكس هذا القرار توترات تشهدها الدولة بعد سنوات من التحديات، وهو يسلط الضوء على ضرورة إيجاد حلاً يحقق التوازن بين المصالح الوطنية والحقوق الفردية.
وتلغرام (Telegram) هو تطبيق للمراسلة الفورية ونقل البيانات يُستخدم على نطاق واسع للتواصل والتفاعل بين المستخدمين.
وتأسس تلغرام في عام 2013 على يد مؤسسين روسيين، نيكولاي دورفال وبافيل دوروف.
ويعتبر تلغرام واحدًا من المنافسين البارزين لتطبيقات المراسلة الأخرى مثل واتساب وفيسبوك ماسنجر.
وتلغرام قد أصبح شهيرًا خاصةً بين مجموعات وأفراد يهتمون بقضايا الخصوصية والأمان الرقمي، ولكنه أيضًا يستخدم بشكل عام للتواصل الاجتماعي والعمل.
تجدر الإشارة إلى أن استخدام تلغرام قد تنبعث منه بعض التحديات والجدل، بما في ذلك استخدامه في الأنشطة غير القانونية أحيانًا نظرًا للتشفير والخصوصية المتقدمة التي يقدمها.
المصدر:
بسبب "الأمن القومي".. العراق يعلّق تطبيق تلغرام | سكاي نيوز عربية (skynewsarabia.com)