وجهت تنسيقية الأساتذة النواب يوم 14 اوت 2023 عريضة إلى رئاسة الجمهورية للمطالبة بتسوية وضعية قرابة عشرة آلاف أستاذ نائب وتمكينهم من مستحقاتهم المالية المتخلدة بذمة وزارة التربية.
وفي هذا الإطار، قال مالك العياري المنسق الوطني للأساتذة النواب في تصريح لإذاعة SonFM أن ملف الأساتذة النواب يعود إلى سنة 2008، وبعد 15 سنة من العمل الفعلي لازال الأساتذة النواب يعملون تحت وطأة الظروف التشغيلية الهشة التي تتعارض مع مبادئ مجلة الشغل العالمية.
الجدير بالذكر، أنه قد صدر بالرائد الرسمي بتاريخ 18 ديسمبر 2018، الأمر عدد 1046 لسنة 2018 المتعلق بضبط أحكام خاصة بعقود تسديد الشغورات الظرفية بالمؤسسات التربوية، والذي ينص على أن تغطّي العقود مدّة أقصاها 9 أشهر تمتد من 1 أكتوبر إلى 30 جوان، ويكلف بمقتضاها الأعوان المشار إليهم بالتدريس بالمدارس الاعدادية والابتدائية، وتضمن الأمر عدد 1046 جملة من الحقوق والواجبات لكن في المقابل لم تلتزم وزارة التربية بالتعهدات المتضمنة في الأمر.
وأكد العياري أنه الأساتذة النواب لم يتمتعوا بالتغطية الاجتماعية والصحية رغم الاقتطاع الشهري، بالإضافة إلى المتخلدات بالذمة التي تعود إلى سنة 2019 وتشمل 740 وضعية ومع أجر شهري في حدود 750 دينارا لا يصرف شهريا وفي بعض الأحيان سنويا.
وأكد محدثنا أنه لم يتم صرف متخلدات الأساتذة النواب هذه السنة رغم انتهاء الموسم الدراسي، مشيرا إلى أن سياسة التسويف والمماطلة من قبل الهياكل الرسمية عمّقت الأزمة نظرا لتقدم الكثير من الزملاء في العمر حيث أصبح شبح الإقصاء يهدد الأغلبية.
وذكر المنسق الوطني أن 14 بالمئة من جملة 9000 أستاذ نائب تجاوزوا سن ال 50 قد اصطدموا بقانون الوظيفة العمومية، و40 بالمئة تجاوزوا سن ال 45.
وأوضح العياري أن التنسيقية توجهت بالعريضة إلى رئاسة الجمهورية لأن الملف لم يعد قطاعي وإنما أصبح اجتماعي بحت، لذلك وحّدت العريضة 26 مندوبية جهوية على مستوى 24 ولاية.
وفي حال لم يتم التفاعل مع المطالب المضمنة في العريضة التي ترفض جميع أنواع العقود وتطالب بتسوية عادلة وشاملة للجميع، سيتم بداية من الأسبوع المقبل الدخول في جملة من التحركات الاحتجاجية وسيتم مقاطعة الموسم الدراسي، وفق المصدر.
وأوضح مالك العياري أن القاعدة الأستاذية تعيش ظروفا قاسية إلى حد أن بعض الأساتذة النواب الذين لم يتقاضوا أجورهم بعد وأمنوا المواسم الدراسية السابقة اضطروا إلى بيع القوارير البلاستيكية و"الطابونة" لتلبية حاجياتهم.