توجت الباحثة ومهندسة الصوت التونسية الفرنسية هاجر بن بوبكر بجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في دورتها التاسعة عشرة وذلك إلى جانب الممثل والمخرج اللبناني قاسم اسطنبولي.
وسيقتسم الفائزان جائزة قيمتها 60 ألف دولار أمريكي، تسلماها إثر حفل أقيم في السادس والعشرين من جوان الفارط بمقر منظمة اليونسكو في باريس.
وأسندت الجائزة لبن بوبكر واسطنبولي نظرا "لمساهماتهما الاستثنائية في تعزيز الفنون والثقافة العربية ودعم مجتمعاتهما المحلية" وفقا للجنة التحكيم.
وهاجر بن بوبكر هي باحثة مستقلة ومهندسة صوت تونسية فرنسية، تهتم في بحوثها بالتحليل الاجتماعي والتاريخي للموسيقى العربية وتدرس التاريخ الثقافي للجاليات المغاربية في فرنسا والعالم.
اهتمت بن بوبكر أيضا بالتدوين الصوتي إذ أطلقت سنة 2018 مدونة صوتية من إنتاجها بعنوان "Vintage Arab"، تستعرض فيها التراث العربي الموسيقي، في توليفة فنية بحثية.
وتعمل هاجر بن بوبكر منتجة ومديرة للبرامج الوثائقية في الإذاعة الثقافية الفرنسية "France Culture"، حيث يستطلع عملها الذاكرة الصوتية والسياسية للهجرة. كما تشارك كباحثة في مجموعة الموسيقى العربية والشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية، ولا تزال تكتب مقالات في المجلات العلمية، كمقالة: باريس، عاصمة مغاربية: قصة شعبية "Paris, capitale maghrébine: une histoire Populaire" التي صدرت في أكتوبر 2023.
أما الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي فهو يتصدر، منذ سنة 2014، جهود إعادة تأهيل دور السينما التاريخية في لبنان، ومن بينها سينما ستارز في النبطية، وسينما الحمرا وسينما ريفولي في صور، التي هُجِرت ودُمّرت خلال الحرب الأهليّة.
وهو أيضا مدير ومؤسس المسرح الوطني اللبناني في صور والمسرح الوطني اللبناني في طرابلس، ويعمل منذ عام 2014 مدير مشاريع في جمعية تيرو للفنون في لبنان. إلى جانب مساهمته في العديد من المشاريع الدولية التي تركز على تعزيز المهارات وتمكين الشباب والشراكات التعاونية. بالإضافة إلى مشاركته في سنة 2020 في تأسيس شبكة الثقافة والفنون العربية لتصميم وتنفيذ أنشطة ثقافية عبر الإنترنت في جميع أنحاء المنطقة العربية. وتضم الشبكة أكثر من 700 عضو من المنظمات والأفراد من جميع أنحاء العالم.
وللإشارة، فإنّ جائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية تأسست سنة 1998 بمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تكافئ سنوياً اثنين من الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات اعترافاً بإسهاماتهما في الفن والثقافة العربيين، أو بمشاركتهما في نشرهما خارج العالم العربي.
ووفقا لليونسكو ، فإنّه من شأن هذه الجائزة أن تساهم في نشر السلام والحوار لتعزيز التفاهم بين الثقافات والاحتفاء بالتنوع، نظراً إلى مكانتها المركزيّة في جدول أعمال اليونسكو فيما يخص مكافحة التمييز والعنصرية.
يذكر أنّ هاجر بن بوبكر أصبحت بهذا التتويج ثالث تونسية تحرز هذه الجائزة بعد كل من الباحث والجامعي عبد الوهاب بوحديبة الرئيس الأسبق لمجمع بيت الحكمة، الذي كان قد توج بالجائزة سنة 2004 رفقة الباحث والمؤرخ الإسباني خوان فرنت غينيس، والخطاط التونسي الفرنسي آل سيد الذي توج بالجائزة سنة 2014 رفقة الفنانة المصممة المصرية المختصة في تاريخ الفن بهية شهاب .
المصدر: اليونسكو ووات