يعمل برنامج "سند" على المساعدة المباشرة لضحايا التعذيب وسوء المعاملة في تونس تمّ تركيزه من طرف المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب منذ سنة 2013، وله ثلاثة مراكز في كل من ولاية الكاف وتونس وصفاقس.
ويقدّم "سند" مساعدة متعدّة الاختصاصات لضحايا التعذيب وعائلاتهم من مساعدة طبيّة واجتماعية وقانونية، كما تمّ في السنوات الأخيرة تطوير المساعدات متعدّدة الاختصاصات نظرا لتطوّر حاجيات المستفيدين من البرنامج نظرا للوضع الاقتصادي والسياسي
والاجتماعي الراهن، وفق تصريح مديرة برنامج "سند" بالمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب نجلاء الطالبي لإذاعة Son Fm
وقالت ذات المصدر إنّ البرنامج اعتاد على اصدار تقارير سنوية تقوم على العمل الميداني واجراء مقابلات مع الضحايا، مشيرة إلى أنّ برنامج "سند" استقبل بين جانفي 2022 وماي 2023 أكثر من 112 مستفيد، حيث قدّم لهم البرنامج جملة من خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني.
وأوضحت محدّثتنا أنّ التقرير الصادر عن البرنامج أكّد أنّ الفئة العمرية لأغلب الضحايا تعود إلى الشباب وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة بنسبة تفوق 60 بالمائة من المجموع العام لأنها الفئة الأكثر عرضة إلى العنف المؤسساتي والعنف البوليسي، تليها الفئة العمرية من 35 إلى 60 سنة بنسبة 39 بالمائة.
وفيما يتعلق بأنواع الانتهاكات قالت مديرة برنامج "سند" نجلاء الطالبي إنّ الانتهاكات تمتد بين تدابير استثنائية إدارية وهرسلة بوليسية مستمرة، مضيفة أنّ 18 بالمائة من المجموع العام تعرضوا إلى التعذيب وسوء المعاملة بعد أن لُفّقت إليهم تهم هضم جانب موظّف عمومي.
وبيّنت أنّ العدالة في تونس تنظر في هذه التهم في أوقات قياسية في حين أنّ تهم العنف تظل لسنوات في رفوف المحاكم، وهذا ما اعتبرته نجلاء الطالبي من بين العراقيل التي تنمي ظاهرة الإفلات من العقاب والتي تغذي بدورها ظاهرة التعذيب.
ويُظهر التوزيع الجغرافي للمستفيدين من برنامج "سند" وخاصة للضحايا الأساسيين منهم، نسبة تركيز عالية حول تونس الكبرى (27%) والشمال الغربي (24%) وصفاقس (18 %). 10 مهاجرين تواصلوا مع "سند" في الفترة المشمولة بالتقرير، و يرجع ذلك الى موقع مراكز سند و هو لا يعكس التوزيع الفعلي لضحايا التعذيب و سوء المعاملة.