نظم المعهد العربي لحقوق الإنسان الجمعة 13 سبتمبر 2024 ندوة تحت عنوان "أنسنة عالمنا وحماية مستقبلنا المشترك: رؤية مدنية" حول قضية العدالة الكونية ومستقبل حقوق الإنسان بمناسبة احياء الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المعهد وذلك بالتزامن مع دورة عنبتاوي التدريبية وهي دورة اقليمية في مجال حقوق الإنسان تعقد منذ عام 1990.
أثث الندوة مجموعة من الباحثين ونشطاء المجتمع المدني من مختلف الدول العربية لمناقشة جملة من القضايا كالمنظومة الدولية لحقوق الإنسان والعدالة المناخية والاجتماعية في ظل تحديات وازمات كبرى يعيشها العالم والمنطقة العربية تناقش الندوة على مدار اليوم ونصف محاور أساسية أبرزها كونية حقوق الإنسان وانسنة العالم ويتخللها ورشات عمل حول دولة القانون وحقوق الإنسان والمعرفة والتعلم .
وقد شدد رئيس المركز العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن على أهمية دور المجتمع المدني في مواجهة التحديات الراهنة خاصة في ظل الابادة في غزة وغياب سياسات اقتصادية عادلة وذلك من خلال فهم أسباب هذه التحديات والعمل على التأثير فيها باستخدام الآليات الدولية كالقانون الدولي لحقوق الإنسان.
في ذات السياق أشار عبد الباسط إلى أن عدم الاعتراف بسيادة القانون على المستوى الوطني ومحاولة تضييق الخناق على الفضاء المدني قد يؤديان بشكل مباشر إلى تراجع المكتسبات الإنسانية ما يستدعي تحالفات وتضامن لمواجهة هذه التحديات.
سلطت الندوة الضوء على العلاقة بين الخصوصية والكونية وتأثير هذه الثنائية على استيعاب الحقوق حيث يُعزي رئيس المعهد الالتباس السائد حول علاقة الكونية بالخصوصية في العالم العربي إلى الجمود الفكري السائد في هذا المجال وإلى الاستعمار والتطرف الفكري ومهاجمة حرية الفكر والتعبير في منطقتنا العربية.
تتناول الندوة بشكل عميق التفاعل بين الخصوصية والكونية، وتسلط الضوء على تأثير هذا التفاعل المتشابك على فهمنا لحقوق الإنسان.
ويرى رئيس المعهد أن الجمود الفكري، إلى جانب الاستعمار والتطرف والإضرار بحرية التعبير، هي العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الالتباس في بلداننا العربية، وختاما دعا رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن الى ضرورة استعمال ادوات الكونية للقضايا المشروعة وضرورة التعامل بشكل نقدي مع المنظومة الدولية وتطويرها والعمل على تأصيل الكونية الحقيقية في مناهجنا التعليمية ثم الإكثار من الحوارات بين المجتمع المدني والنخب الجامعية.
هناء الشارني