×
×

التراس تونس ومصر: تشابه في بداية النهاية


©صفحة علحيط/ موقع فايسبوك/ African Winners
صوفية الصفاقسي
صوفية الصفاقسي
نشر في 2023/05/02 15:01
TT
11

 

اشتباكات، اعتقالات، كر وفر بين أعوان الشرطة والمشجعين، غاز مسيل للدموع، عقوبات بحظر تواجد الجماهير "الويكلو"،خطايا مالية ضخمة على الفرق، عصا غليظة، تدافع، وقتل، “تعلم عوم”

هذا كل ما بات يسمع عن الرياضة التونسية، التي غابت عنها الفنيات والتنافس النزيه، لتعوضها الاتهامات وبلاغات وزارة الداخلية التي تتوعد كل من تورط في إحداث الشغب داخل الملاعب بالمحاسبة، مشاهد لا تختلف كثيرا عن قطع تذاكر ذهاب دون عودة للمجموعات في مصر من قبل السلطة.

المحطات الكبرى لنهاية الالتراس في مصر:

سيناريو يعيد إلى الأذهان نهايات الألتراس في مصر على غرار الالتراس الأهلاوي التابع لنادي الأهلي أو ألتراس الفرسان البيض التابع لغريمه الزمالك الذي انتهت مغامراتهم وسط المنعرجات بقرار من محكمة في مصر اثر موجة واسعة من العنف والقمع من قبل الشرطة المصرية.

وبوصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم عام 2014، ازدادت وتيرة ملاحقات أجهزة السلطة لروابط الألتراس، بدءاً من حملات الاعتقال والقبض على منتمي المجموعات، مروراً بحكم محكمة الأمور المستعجلة بمصر حظر جميع المجموعات على مستوى الجمهورية واعتبارها جماعات إرهابية، وهي إجراءات حكومية لم تمنع تكرار الصدامات بين المجموعات والسلطات، خصوصاً في ذكرى ضحايا مجزرتي بورسعيد والدفاع الجوي.

ففي فيفري سنة 2015، وفي حين كان المشجعون من نادي الزمالك يحاولون الدخول عبر بوابة الملعب المكتضة، بعد السماح لعدد قليل منهم بالدخول، حاول البعض تسلق الأسوار، مما دفع بالشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع، ليموت 20 شخصاً وسط التدافع، فضلاً عن إصابة العديد بالاختناق. ولم تتم إدانة إي  من أعوان شرطة بعد هذه المأساة، ووجهت تهم بإحداث الشعب لمجموعات الالتراس التي كانت موجودة خلال الحادثة.

وخلال مباراة جمعت النادي الأهلي المصري في دوري أبطال إفريقيا، سنة 2018، سمح لعددٍ محدودٍ من المشجعين بالدخول إلى المدرجات. وذلك لأن مصر تفرض حظراً على دخول الجماهير للملاعب في البطولة منذ سنة 2012، عندما قُتل 72 مشجع من النادي الأهلي في ملعب بورسعيد، ليقتصر الحضور الجماهري على المباريات الدولية.

وبعد هتافات مستمرة ومتعالية، منادية بالحرية ومنددة بحكم العسكر في مصر، اندلعت اشتباكاتٌ دامية بين الشرطة والتراس أهلاوي ليعلن الأخير عن إيقاف نشاطهم إلى أجل غير مسمى ، مشيرين إلى أن “سلامة

الأعضاء هي السبب الرئيسي وراء اتخاذ هذه الخطوة، ليعقبه نادي الزمالك ومجموعة Ultras White Knights باتخاذ نفس الخطوة.

وعلق وزير الشباب والرياضة المصري السابق خالد عبد العزيز إثر هذه الخطوة بالقول، أن جميع المسئولين في مصر، يرحبون بكافة المشجعين المصريين الذين يحرصوا على تشجيع أنديتهم ولكن دون أي مسميات وتكتلات.

تونس تسابق الزمن للتخلص مجموعات الألتراس

أعلنت 4 مجموعات تابعة للمنعرج الجنوبي المشجعين لنادي الترجي الرياضي التونسي وهو ألترا المكشخين الذي يعود تاريخ تأسيسها إلى 2002 والزاباتيستا 2007 الماتادورز2008  وفدائيوا الترجي 2009 عن تعليقها لنشاطها داخل المدراجات لأجل غير مسمى وذلك إثر ما عرفته مباراة الترجي الرياضي التونسي و شبيبة القبائل من أحداث دامية في إياب ربع نهائي دور أبطال إفريقيا- وخاصة إيقاف عضو مجموعة سابق وعضو لجنة الأحباء الحالي سيف الدين العجمي، وتوجيه عديد التهم إليه على غرار "تكوين وفاق"- والتي قال بخصوصها الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية ببن عروس القاضي عمر حنين أمس الاثنين 1 ماي 2023، إنه تم التمديد في آجال الاحتفاظ بـ 66 متهما على خلفية الأحداث التي شهدها ملعب رادس.

وأضاف القاضي عمر حنين في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه تم تعهيد الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني للبحث في ملابسات أحداث الشغب والعنف التي شهدها ملعب رادس أول أمس السبت خلال مباراة الترجي الرياضي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري من أجل تهم تكوين وفاق إجرامي للاعتداء على الأملاك والأشخاص وإضرام النار.

وجددت وزارة الداخلية في بلاغ لها تمسكها بالتتبع العدلي ضد كل المتورطين في أعمال التخريب والاعتداءات ومن يقف وراءهم وكل من ستكشف عنه الأبحاث.

شاهين طاهري أحد الأعضاء السابقين بمجموعة ألترا المكشخين ذكر أن سيناريو القضاء على الالتراس في تونس كما الحال في مصر ليس مستبعدا، نظرا للقمع والهرسلة الشديدين الذين تتعرض إليه المجموعات من قبل السلطة في تونس.

وواصل شاهين القول بأن ما حدث في ملعب رادس يوم السبت الماضي جريمة دولة ومحاولة قتل جماعية للآلاف من جماهير الترجي.

ورغم اختلاف الأمكنة والأزمة بين مصر وتونس إلا أن هدف السلطة واحد كما حدثنا "وافد" عضو بمجموعة فدائيي الترجي ، ألا وهو اجتثاث مجموعات الالتراس من تونس كما فعلت مصر وكما حاولت أن تفعله المغرب، لتبقى السلطة في سلام وأمن لن يتحققا إلا متى تخلصوا منا.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld