يحتفي العالم في الثلاثين من جوان من كل عام، باليوم الدولي للنيازك أو اليوم العالمي للكويكبات، وهو الحدث الذي يهدف إلى زيادة الوعي والتعريف بأجسام الفضاء السماوية المعروفة باسم النيازك.
وتعد النيازك من الظواهر الفلكية المثيرة وتحمل في طياتها أسرار تهم العلماء والباحثين في مجال الفلك.
تعرف النيازك بأنها أجسام فضائية تصل إلى سطح الأرض من الفضاء الخارجي، وتحمل معها معلومات ثمينة تساهم في فهمنا لتشكل الكواكب وتاريخ النظام الشمسي.
كما تعتبر النيازك أيضا شاهدا تاريخيا يروي لنا حكاية تطور الكون ومسار الحياة على كوكبنا الأرض.
وتعد النيازك من الأجسام الفضائية الغامضة التي تتساقط على سطح الأرض من الفضاء الخارجي، وتحمل معها العديد من الأسرار والأبحاث العلمية المهمة.
وتهدف الاحتفالات باليوم الدولي للنيازك إلى زيادة الوعي والتعريف بأهمية هذه الأجسام الفلكية وتأثيرها على تكوين الكواكب وتطور الحياة على الأرض.
في هذا السياق، أوضح هشام ين يحيى نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك لإذاعة SonFM، أن النيازك تلعب دورا هاما في فهمنا للكون وتشكيل الكواكب، حيث تحمل معلومات قيمة عن تركيب المواد الكيميائية والعناصر النادرة.
كما تساهم في دراسة تاريخ النظام الشمسي وتتيح للعلماء فهما أعمق لعمليات التطور والتغيرات التي تحدث على مدار الزمن.
أصول الفكرة والعوامل المؤثرة في تطورها
في 30 جوان عام 1908، تعرضت المنطقة السيبيرية في تونغوسكا لانفجار مذنب هائل، ما تسبب في دمار شامل للأشجار والنباتات وتحويلها إلى هشيم لا ينبت بعد ذلك.
هذا الحدث الفريد والتاريخي، الذي لم يشهد له مثيل في التاريخ، أدى إلى زيادة الاهتمام العالمي بالتأثيرات الناتجة عن النيازك في المناطق المأهولة.
وأكد هشام بن يحيى في هذا الصدد، أن الأمم المتحدة قامت بتحديد هذا التاريخ كيوم للتوعية والتحسيس بضرورة حماية كوكب الأرض والبحث عن سبل لمنع حدوث كوارث مماثلة، خاصة بعد حادثة نيزك تشيليابنسك التي وقعت في 15 فيفري عام 2013، وأسفرت عن دمار مادي في المباني وإصابة نحو ألف شخص بسبب الموجة الصدمية التي أحدثها النيزك عندما دخل الغلاف الجوي للأرض.
وقد تم توثيق لحظة دخول النيزك وتفتته في السماء بواسطة كاميرات المراقبة، قبل أن يتم سقوطه على الأرض الجليدية وتشكيل حفرة بقطر يزيد قليلا عن 15 مترا.
وبفضل جهود البحث والاستكشاف، تم استخراج القطع المتبقية من النيزك من المياه، حيث بلغ قطر القطعة المستخرجة أكثر من متر ونصف المتر.
هذه الأحداث المروعة والتطورات العلمية حفزت العالم على زيادة الوعي بأصل الفكرة وتطويرها، وذلك من أجل تعزيز القدرة على التنبؤ بالحوادث المشابهة وتقديم الحماية المناسبة للبشرية والبيئة. يعزز العمل العلمي والبحث المستمر في مجال رصد النيازك وتحليلها وتصنيفها من قبل منظمات وهيئات علمية مختلفة، بهدف توفير نظام تحذير مبكر وتطوير الاستراتيجيات اللازمة للتصدي لهذا التحدي العالمي.
في سياق متصل، ذكر محدثنا بانقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة والذي أثبت العلم أن سببه الرئيسي هو فعل الحرارة الناتجة عن صدم نيزك لكوكب الأرض في المكسيك.
تجمعات علمية للتعامل مع النيازك وتحليل بياناتها
الحوادث المذكورة وغيرها، أثارت اهتمام العلماء ودفعتهم لإطلاق برامج علمية لمراقبة حركة النيازك القريبة من الأرض كإنذار مبكر.
وقال بن يحيى، أن العديد من المؤسسات والجمعيات والتلسكوبات المتخصصة في مراقبة حركة هذه النيازك، نشأت بهدف توعية الجمهور حولها، ودعم الجهود الرصدية للتحذير منها وحماية البشرية من أي خطر قد ينجم عنها.
من أبرز هذه الجمعيات، ذكر بن يحيى "الجمعية الكوكبية" التي أسسها العالم الفلكي الأمريكي الشهير "كارل ساغان" في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين.
وتعمل برامج تلسكوبية مثل تلسكوب "بان ستارز"(Pan- Starrs) بشكل رئيسي على المراقبة، وقد ساهمت بشكل ملحوظ في اكتشاف العديد من المذنبات التي تقترب من الأرض.
فعاليات اليوم الدولي للنيازك في تونس
أكد نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك، أن الجمعية تعتزم الاحتفال باليوم الدولي للنيازك استثنائيا وعلى غير العادة بتاريخ 08 جويلية المقبل، نظرا لأن اليوم الجمعة الموافق لـ 30 جوان الجاري، هو اليوم الذي يفترض أن تحتفي فيه الجمعية ككل عام، تزامن مع ثالث أيام عطلة عيد الأضحى المبارك في تونس.
وستلتئم فعاليات هذه التظاهرة بمتنزه بير الحسن بولاية أريانة، التي ستتضمن محاضرة ومعرضا فلكيا وورشات للأطفال ورصدا فلكيا للقمر والكويكبات.