×
×

أمام صمت الصوناد المريب لماذا لا تتساوى المناطق "الشعبية" و "الراقية" أمام انقطاع المياه


وكلات
مروى دجبي
مروى دجبي
نشر في 2023/11/03 16:11
TT
11

دخلت تونس منذ أكثر من أربع سنوات في مرحلة جفاف بسبب ندرة التساقطات الناجمة عن التغيرات المناخية، ما دفع السلطات إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التقشفية قصد ترشيد استهلاك المياه، إجراءات لم تتساوى أو تتناصف أمامها جميع مناطق تونس الكبرى.

وتقوم إجراءات التقشف على نظام الحصص لتوزيع المياه بين المناطق، تقوم بموجبه الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد) بقطع الماء الصالح للشرب لمدة ساعات ليلا بهدف الضغط على الاستهلاك، إلى جانب تحجير وزارة الفلاحة والموارد المائية استخدام المياه الصالحة للشرب في أنشطة كتنظيف الشوارع وغسل السيارات إلى جانب الأنشطة الفلاحية كري المساحات الخضراء.

هذا ولم تتجاوز نسبة امتلاء السدود خلال هذا العام 24.2 بالمائة في المقابل لم تتعد إيرادات مياه الأمطار في السدود 10 بالمائة.

بيد أن المناطق الشعبية والمناطق الراقية في تونس الكبرى لم تتساوى أمام تطبيق هذه الإجراءات، واقتصر قطع المياه الصالحة للشرب على الأحياء الشعبية والمناطق المصنفة "عادية".

وبينما أقر الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه الصوناد مصباح الهلالي بعجز الشركة على تغطية الحاجات اليومية قائلا إن كميات المياه المتوفرة في البلاد تغطي فقط 16 ساعة من الضخ يوميا، تتمتع مناطق في تونس الكبرى كالمنزه 9، فرانس فيل، قمرت، باردو، النصر، البحيرة، قرطاج، المرسى ب 24 ساعة من الضخ اليومي.

يفسر مواطنون قابلناهم عدم انقطاع الماء الصالح للشرب في هذه المناطق، باستقرار مسؤولين سامين داخل الدولة هناك، وتقول هاجر إحدى ساكنات "فرانس فيل" لـ SonFM لا نعاني هنا من معضلة انقطاع الماء الصالح للشرب أو مشاكل الإنارة العمومية أو رفع الفضلات، لأن جيراننا "كوادر" في الدولة.

وتواصل حديثها هنا لم ينقطع الماء إطلاقا، أما الفضلات فترفع خلال اليوم 06 مرات، مشاكل الإنارة العمومية وأعطاب الطريق والرصيف تخضع دائما إلى الصيانة الدورية.

ويستغرب عبد الله قاطن في منطقة البحيرة في حديثه مع SonFM حقيقة انقطاع الماء الصالح للشرب في مناطق دون أخرى ويستدرك من الطبيعي أن لا يقطعوا المياه في البحيرة لأنها تعج بالمقاهي والمطاعم والفنادق الفاخرة والشركات ومراكز التسوق، إنهم لا يرغبون في تضرر مصالحهم.

في المقابل تشهد مناطق كمنوبة، الدندان، رواد، وادي الليل، المروج، العمران الأعلى انقطاعا منتظما للماء الصالح للشرب لمدة تصل إلى 12 ساعة.

يتساءل خليل طالب قاطن بواد الليل، كالعادة تقوى الدولة فقط على الفقراء وأبناء الأحياء الشعبية، لماذا تطبق الإجراءات فقط علينا؟ لماذا لا يتساوى الجميع أمام القانون؟ رغم أن فواتير استهلاكنا لا تتعدى 20 دينارا تقطع عنا الدولة الماء في إطار ترشيد الاستهلاك في المقابل لا تجرؤ على فعل ذلك مع "الأغنياء" أصحاب الحدائق والمسابح والذي يستهلكون عشرات أضعافنا، فعلن إنه ظلم كبير.

تقول نورة إحدى متساكنات منوبة لم يمر يوم منذ بداية الصائفة ولم يقطعوا علينا الماء وذلك من السادسة مساء إلى السادسة صباحا، دفعتني هذه الإجراءات إلى تغيير نمط حياتي، أصبحت أسابق الزمن بعد نهاية الدوام لأعود إلى البيت لأغسل الأواني والملابس وأستحم وأعبئ الماء قبل قطعه، لقد أصبحت الحياة صعبة.

في الإبان، تواصل الصوناد سياسة الصمت المريب حيال المعايير التي تستند إليها في علاقة بقطع الماء الصالح للشرب من منطقة إلى أخرى داخل تونس الكبرى، هذا ولم نظفر بأي جواب رغم محاولة اتصالنا بالمسؤولين.

سرعة تراجع مخزون السدود دفع السلطات إلى بعث أربع محطات تحلية لمياه البحر في صفاقس وسوسة وجربة وقابس لم تدخل أية منها حيز الإنتاج في الوقت الراهن، في المقابل تعد السلطات بدخول محطتي صفاقس وسوسة بطاقة تصل إلى 200 ألف متر مكعب يوميا السنة القادمة حيز الخدمة.

تعاني تونس منذ 10 سنوات شحا مائيا، دائما ما حذر الخبراء من تباعاته داعين لوضع استراتيجية وطنية شاملة تجنب القطاعات الحيوية في البلاد كالفلاحة، الاقتصاد والسياحة مخاطر جمة، بيد أن الحكومات المتعاقبة لم تستجب إلى ناقوس الخطر، وخيرت القيام بصلوات الاستسقاء على التوجه نحو تحلية مياه البحر وتغيير السياسة الزراعية.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld