يضطر آلاف المرضى ممن يؤوبون معهد محمّد القصّاب للجبر وتقويم الأعضاء، إلى قطع طريق، تربط بين المبنى الجديد للعيادات الخارجية والمبنى القديم، على الأقل لمرّة أو مرتين في كلّ مرة يذهبون فيها للعلاج.
إلاّ أنّ المشقّة لا تقتصر على تكبّد عناء قطع مسافة هذا الطريق لأكثر من مرة فحسب، وإنّما على كل ما به من أتربة وأوساخ، تتحول في الشتاء إلى أوحال.
مشقة تزيد آلام المرضى
هؤلاء المرضى الذين يقطعون تلك المسافة، أغلبهم ممن يحملون إعاقة عضوية أو كسورا أو يستعينون بكراسي متحركة.
تقول إحدى المريضات، ممن يبدو عليهن علامات التعب والتقدم في السن، أنّها مضطرة في كل مرة للسير ثم التوقف من أجل الراحة قليلا، قبل أن تستأنف السير مرة أخرى، وتؤكد أن آلام البرد، تصعب عليها التنقل مرارا بين المبنيين.
ويقول طفل، يضع جبيرة على يده، وهو يسير مع والدته، يصيبني التعب في كل مرة آتي فيها إلى هنا جراء الطريق وحجارته.
من جهته عبّر مريض قادم من ولاية باجة عن سخطه من الطريق، متسائلا عن نظرة كل من يأتي للمشفى، لما آل إليه الوضع، مؤكدا أن ذلك لا يليق ببلد متطوّر، وفق تعبيره.
واستغربت شابة تصطحب والدتها للعلاج، من عدم تعبيد الطريق، رغم أن الوزارة جهزت قسما جديدا برمته، في حين أنها لم تنتبه لضرورة الاهتمام بالطريق الذي يشكّل خطرا على المرضى خاصة في ساعات الصباح الأولى.
مشقة يتحملها أيضا الإطار الطبي
لا يعاني من هذا الطريق، المرضى فحسب، وإنّما ذاق الممرضون ذرعا به، علاوة على أنهم يتضامنون مع كل المرضى الذين يشتكون دائما من مشقة قطعه جيئة وذهابا، دون الحديث عن الوقت الذي يمضونه وهم ينتظرون دورهم في الطوابير الطويلة سواء عند التسجيل في الجزء الجديد من العيادات أو عند التسجيل في جزء الأشعة والتحاليل، تقول الكاتبة العامة للنقابة الأساسية لمعهد القصّاب، سلمى الأشهب، في تصريح لها لإذاعة SonFM، لقد لاحظنا أنّ منسوب العنف ارتفع منذ تأسيس الفرع الجديد للعيادات الخارجية، فالضغط النفسي الذي يواجهه المريض جراء مرضه وحالة الطريق والمسافة التي يقطعها جيئة وذهابا أكثر من مرة، علاوة على الاكتظاظ، له انعكاس سلبي على نفسيته وعلى طريقة تعامله مع عون الصحة.
وأضافت سلمى الأشهب، أن الإطار الطبي وشبه الطبي، تعرّض في أحيان كثيرة للعنف والتهديد، بالإضافة إلى الاعتداء على سياراتهم، معربة عن انزعاجها من كل ما ينجر عن التتبع القضائي، من ذهاب وإيّاب بين العمل ومراكز الشرطة.
لا حلول تذكر
رغم مطالب الإطار الطبي المتكررة لمجلس الإدارة بتعبيد الطريق، إلاّ أنّه مرّ أكثر من سنتين دون الاستجابة لهذا المطلب، ما جعل الإطار الطبي، وفقا للكاتبة العامة للنقابة الأساسية لمعهد القصّاب، سلمى الأشهب، يشعر بانعدام الأمان، خاصة وأنهم طالبو بنقطة أمنية قارة في المشفى إلاّ أنّ هذا المطلب أيضا لم يُلبّى. وأكدت الأشهب أن ذلك عكر مناخ العمل، الذي كان يفترض أن يتحسّن بعد تجهيز مبنى العيادات الخارجية الجديد إلاّ أن تعقيدات عملية التسجيل بالنسبة للمرضى والجانب اللوجستي آل دون ذلك.
وفسّرت الأشهب سبب الذهاب والإياب بين المبنيين، بضرورة التسجيل مرتين، المرة الأولى في طابور العيادات الخارجية للعلاج، والمرة الثانية في طابور التسجيل للتحاليل والأشعة.
يعتبر مستشفى القصّاب، أحد أهم مستشفيات البلاد، نظرا للخدمات الطبيّة التي يقدمها والتي يتفرد في كثير منها، عن باقي المستشفيات، ناهيك عن أنّ عدد المنتفعين بخدمات العيادات الخارجية في اليوم الواحد يصل لحوالي الألف مريض.. ما جعل الدولة تفكر في تجهيز بناء آخر ذو مساحة أكبر، للعيادات الخارجية، لكن هذا الإجراء لم يرافقه حلّ جذري للطريق غير المعبد الذي يؤوبه المرضى والكلاب وأحيانا بعض الدجاج من الحقل المجاور.