كل مرة أتوجه فيها إلى المغازات الكبرى لاقتناء عدتي الشهرية من مستلزمات الدورة الشهرية إلا وأجد الأسعار في علو شاهق، ارتفاع مشط ومشط جدا للحافضات النسائية تتكبد ثمنه المرأة دون غيرها".. كان هذا مستهل ما قالته إلهام إحدى النساء اللواتي وجدنهن بجناح بيع الحفاظات النسائية بإحدى المغازات.
وأضافت: "الكل يعلم أن أسعار الحفاضات محلية الصنع في ارتفاع مستمر إذ تتراوح الأسعار بين 3400 مليم و5000 مليم، ومع ذلك لا أحد يجيب عن أسباب هذا الارتفاع رغم انعدام الجودة، أظن أن الحل يتمثل في أن نعود إلى قطع القماش منزلية الصنع لعلّها تخلصنا من هذا العبء الشهري الذي سلط كالسيف على رقابنا."
شابات باختلاف أعمارهن تذمرن من جحيم أسعار الحفاضات النسائية طيلة متابعتنا للموضوع.
تقول ردينة أن مرتبها الشهريّ لم يعد يكف لمجاراة هذا السيل الجارف، مبينة أنها تستحق مالا يقل عن أربعة علب شهريا أي ما يعادل 20 دينارا، بالإضافة إلى ما تستحقه من أدوية وغيرها في فترة الدورة الشهرية الأمر الذي أصبح يكبد النساء ميزانية شهرية قارة.
وتابعت بالقول: "أظن أن ارتفاع أسعار الحفاضات يدخل في باب العنف المعنوي المسلط على النساء، لأنني وللأسف لا أعتبر هذا غير عنف وتمييز وعدم احترام لفترة من الزمن تعاني فيها المرأة الأمرين".
من جنبها أفادت آلاء أن الحفضات محلية الصنع كانت سابقا في متناول الجميع رغم أنها تعتبر أقل جودة من الحفاظات المستوردة، بسبب احتواءها على مواد معطرة ومواد بلاستيكية ونظرا لضعف قدرة امتصاصها للسوائل، أصبحت أسعارها لا تختلف عن السلع المستوردة إلا ببعض المليمات، الأمر الذي أوصد جميع منافذ الحصول على فوط “صحية” تراعي المقدرة الشرائية للنساء.
وباتصالنا بوحدة الإعلام بوزارة التجارة وتنمية الصادرات، أوضحت أمال بوعبيد أن ارتفاع الأسعار بالسوق الحرة بشكل عام هو نتيجة عوامل مختلفة تنقسم إلى داخلية وخارجية، مؤكدة أن الحفاضات النسائية وحفاضات الأطفال ومواد التنظيف تندرج ضمن المواد غير المدعمة والتي لا دخل لوزارة التجارة في ضبط أسعارها.
ويذكر أنه سبق أن طالبت جمعيات نسوية في تونس بتوفير الحفاضات النسائية مجانا باعتبار أن الدورة الشهرية هي أمر طبيعي وليس اختياراً حتى يتم فرض مقابل مادي على مستلزماتها، كما أنه من واجب الدولة تخصيص ميزانية لها.
كما عمدت بعض الجمعيات النسوية على غرار "أصوات نساء" والمقاهي الثقافية في تونس إلى توفير الحافضات النسائية في الأماكن المخصصة للغرض حتى يتسنى للنساء استعمالها في فترات العادة الشهرية.
وتجدر الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال بشركتي تصنيع الحفاضات النسائية في تونس إلى أننا لم نتوصل إلى إجابة.