×
×

أشرف الشيباني: الحركة العادية في ولاية تطاوين انخفضت بسبب هجرة أكثر من 12 ألف شاب


©️ أخبار تونس
زينب باسطي
زينب باسطي
نشر في 2023/06/30 16:42
TT
11

10 بالمائة هي نسبة الشباب الذي اختار الهجرة في ولاية تطاوين أي ما يعادل 12 ألف ساكن في سنة واحدة. وهذا الرقم مرجّح للارتفاع نظرا وأنّ هذه الأرقام صادرة عن دراسة تعود إلى سبتمبر 2022.

سنة 2022 كانت سنة تاريخية في ولاية تطاوين خاصة بعد اعتصام الكامور في سنتي 2017 و2020 وشهدت موجة هجرة كبيرة انطلقت من ولاية تطاوين عبر طريق البلقان، هذا ما قاله الباحث والناشط في المجتمع المدني أشرف الشيباني خلال تدخّله في برنامج Son 24.

وأفاد محدّثنا بأنّ ولاية تطاوين تضّم 150 ألف ساكنا، حيث سجّلت تطاوين المدينة أكثر من 5000 تصريح أبوي وبلدية تطاوين الجنوبية سجّلت 4900 تصريح أبوي، (أباء صرّحوا للبلدية بهجرة أبنائهم).

"وأنت تتجوّل في الولاية تلاحظ أنّ الحركة العادية انخفضت بشكل ملحوظ في المقاهي بعد أن كانت تعجّ بالشباب، زد على ذلك غلق عديد المشاريع الصغرى نظرا لفقدان اليد العاملة، وهذا ما أثر على التركيبة الديمغرافية للمدينة".

وأكّد ضيف البرنامج أنّ ولاية تطاوين لديها تقاليد عريقة فيما يتعلق بملف الهجرة منذ فترة الاستعمار حيث كان سكان المنطقة يهاجرون موسميا إلى الشمال للعمل في القطاع الفلاحي، وتغيّرت التقاليد وأصبحت تنقسم الهجرة في الجهة إلى قسمين، فمن السكان من اختار الهجرة إلى العاصمة للتجارة في القماش أو الملابس الجاهزة أو الفواكه الجافة، ومنهم من اختار الهجرة إلى أوروبا والعمل في قطاع المخابز والمرطبات.

وأوضح أشرف الشيباني أنّه بعد اعتصام الكامور الذي كان من المفترض أن يلبي حاجيات شباب المنطقة المتمثلة في الشغل في شركات البستنة أو الشركات البترولية أصيب شباب الجهة بخيبة أمل، مؤكّدا أنّ عدم تنفيذ بنود الاتفاق تسبّب في احباط شباب المنطقة، إحباط تغذّت منه شبكات التهريب، وفق قوله.

"خطّ البقان مع شبكات التهريب الموجودة ورغم تكلفته الباهظة إلا أنّه استطاع استقطاب شباب ولاية تطاوين، عديد العائلات انخرطت في هذا الموضوع وأصبحت تعتبره نوعا من الاستثمار الذي سيدرّ الأموال لاحقا، عائلات اضطرت إلى الاقتراض وأخرى قامت ببيع مصوغها لتمكين أبنائهم من الهجرة نحو أوروبا عبر صربيا".

وذكر الشيباني، على سبيل المثال، شبكة التهريب التي تُسمى "الكازاوي" والتي كانت تنشر على صفحتها الرسمية بالصور أسماء الواصلين إلى القارة الأوروبية، وأصبحت العائلات تعمد ما يُنشر على الصفحة كمصدر رسمي عوضا عن وزارة الشؤون الخارجية.

وذكّر أشرف الشيباني بالحادث الذي تعرّض له شابان أصيلي ولاية تطاوين اللذان فارقا الحياة نتيجة تعرّضهم إلى حادث سير على الحدود المجرية النمساوية، وهذا ما يؤكّد أنّ شبكات التهريب غير آمنة، إضافة إلى سوء المعاملة التي يتعرّض لها المهاجرون.

وبيّن الباحث والناشط في المجتمع المدني أشرف الشيباني أنّ ولاية تطاوين غنية بالموارد الطبيعية، وهي أرضية خصبة لمشاريع تنموية يمكنها أن تقلّص من نسب الهجرة، إضافة إلى ترسيخ مناخ ثقة بين الدولة والمواطنين، والتشجيع على الاستثمار.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld