عجّت منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بشهادات حية وتحديات مؤثرة، وذلك بسبب ما يواجهه مئات التونسيين المنتفعين ببرامج عقود التشغيل والتأهيل المهني. هؤلاء الشباب المتحمسون للاندماج في سوق العمل وتطوير مهاراتهم ينادون بإلحاح بصرف منحهم المستحقة، ويشكون من تأخر الدفعات المالية التي تمثل لهم بعض الأمل في بناء مستقبل أفضل في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها تونس اليوم.
منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة المجموعات التي تُعنى بمنح برامج التشغيل مثل مجموعة "Sabou wa la mazelo (prime FORSATI+KARAMA+SIVP)"، أصبحت واجهة للتعبير عن الغضب والاستياء من تأخر صرف المنح المتعلقة ببرامج التشغيل المختلفة. تجمع هذه المجموعة حوالي 45 ألف متابع، وهم يعيشون في حالة من الاحتجاج والتساؤل حيال تأخر صرف منحهم المستحقة، والتي تشمل "منحة ومنحة عقد كرامة و SIVP والجمعيات".
وبعد تواصل SonFM مع بعض المنتفعين بهذه المنح، تبيّن أن هناك مشكلات تمويلية تعيق صرف هذه المنح في عدة ولايات تونس، وهو ما يضعهم في مأزق مالي لا دخل لهم فيه. فمن أهالي ولاية سيدي بوزيد، مثلا تم التأكيد لـ SonFM، على أنهم لم يتلقوا منح شهري أوت وجويلية وفق قولهم٬ بسبب نقص الاعتمادات المالية المتاحة في هذه المنطقة، وهذا وفقًا لما أفاد به مكتب التشغيل والعمل المستقل مرجع نظرهم.
لاحظنا أيضا استفسارات متكررة من قبل المنتفعين وُجهت لمكاتب التشغيل، إلا أنهم يجدون أنفسهم في حالة من الارتباك حيال عدم وجود توضيحات واضحة بشأن سبب تأخر صرف المنح. وهكذا، يجد البعض صعوبة في فهم السبب الحقيقي وراء هذا التأخر الذي أثر بشكل كبير على أوضاعهم المالية وحياتهم الشخصية، وفق تعبيرهم.
تتسم هذه البرامج التي تحت إشراف وزارة التشغيل والتي الى حدود الساعة دون وزير بأهميتها الكبيرة، وتُمكّن الشباب التونسي من متابعة تربصات للتأهيل و الإعداد للحياة المهنية وتطوير مهاراتهم، وهذا يمهد الطريق لاندماجهم في سوق الشغل. كما أنها تمثل فرصة للتعرف على ظروف العمل الحقيقية وبناء شبكات اتصال مهنية تساعدهم في تحقيق أهدافهم المهنية.
بالإضافة إلى ذلك، تمكّن هذه البرامج من متابعة حلقات تكوين تكميلي لتنمية مهارات المشاركين وتحسين فرصهم في الحصول على فرص عمل أفضل. وتشمل هذه البرامج مجموعة متنوعة من العقود والمنح المختلفة حسب نوع المنتفع.
لكن، في ظل الغلاء المتزايد للأسعار والأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس، تزداد أهمية صرف هذه المنح بشكل منتظم وفي وقتها المحدد، فهي حقوق مستحقة لهؤلاء الشباب الذين يسعون جاهدين لبناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم. ويحتاج المنتفعون إلى توضيحات من السلطات المعنية حول مصير هذه المنح وإلى تعهدات صريحة بصرفها في أسرع وقت ممكن.
في هذا الإطار نذكر أن SonFM، حاولت عدة مرات التحصل على إجابة على جميع الاستفسارات المذكورة من وزارة المالية و الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل ولم يتم التجاوب معنا لحد كتابة هذا المقال.
بالنهاية، يبدو أن هناك حاجة ملحة للتفاعل السريع من قبل الجهات المعنية، سواء كانت وزارة المالية أو الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل، وينبغي أن تكون الأولوية لصرف هذه المنح وتقديم التوضيحات اللاّزمة للمنتفعين، حيث يعتمد مستقبلهم المهني والاقتصادي على مثل هذه القرارات.