قال وزير التكوين المهني والتشغيل الأسبق والمختص في الشأن التنموي فوزي بن عبد الرحمان في تعليقه على تصريحات رئيس الجمهورية المتعلقة بضرورة التعويل على أنفسنا كبديل عن قرض صندوق النقد الدولي، إنّ ما طرحه الرئيس هو مبدأ أساسي لكل سياسي يحترم نفسه وشعبه لا يمكن الاختلاف فيه لكن لا يجب تناسي أنّ الدولة التونسية تحتاج إلى 15 ألف مليار دينار قروض خارجية و9 مليار دينار قروض داخلية لغلق ميزانية 2023.
وأضاف بن عبد الرحمان خلال تدخّله في برنامج "لوميدي2" أنّ الاقتراض الداخلي أصبحا صعبا، والقروض الخارجية ستستعملها تونس لتوريد المواد الأولية التي تحتاجها من قمح وبترول وأدوية وأيضا لسداد ديون خارجية قديمة.
وتابع "التعويل على الإمكانيات الذاتية يعني توفير الموارد لغلق الميزانية، والرئيس يظنّ أنّ الصلح الجزائي سيدرّ 13 ألف مليار دينار وهذا ما لا يمكنه أن يتحقّق".
وكشف ضيف البرنامج أنّ الحكومات السابقة هي التي طلبت من صندوق النقد الدولي الإعانة نظرا وأنّ هذا الأخير هو الذي سيفتح الباب أمام تونس للاقتراض من بقية المانحين الدوليين والدول الشقيقة، لافتا إلى أنّ الجزائر هي البلد الوحيد الذي أعان تونس.
وطالب فوزي بن عبد الرحمان من رئيس الجمهورية قيس سعيّد وحكومته الخروج للشعب التونسي وتفسير مسألة التعويل على الذات، قائلا "رغم الكفاءات المتعدّدة في حكومة نجلاء بودن إلا أنّهم يجبوا أنّ يكونوا على يقين وأنّ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ضروري لتونس لحلحة الأزمة المالية الخانقة".
كما شدّد ذات المصدر أنّ تونس لا تملك إمكانيات مالية ذاتية للتعويل على الذات، مصرّحا أنّ ملف الأموال المنهوبة لدى الرئيس وليس لدى الدول الأجنبية كما يقول قيس سعيّد. وقال في ذات الإطار إنّ الأرقام المتوفرة حول الأموال المنهوبة ليست علمية ومسألة الصلح الجزائي لن تفضي إلى شيء.
وأفاد الوزير الأسبق بأنّه من غير المقبول أن يتحدّث رئيس الجمهورية عن اللوبيات قائلا "اللوبيات حديث الناس في المقاهي ورئيس الدولة لا يجب أن يتحدّث عن اللوبيات بل له المخابرات والأمن والإمكانيات".
ولفت فوزي بن عبد الرحمان إلى أنّ تونس لا تملك جبهة داخلية تناقش مشاكلها “كيف سنعوّل على أنفسنا ورئيس الدولة لا يتحدّث إلا عن الفساد المتآمرين والخونة ويضع المعارضين في السجون".
وتابع بالقول "رئيس الدولة قال كلاما خطيرا يتعلق بالأشخاص الموقوفين قال إنّ أيديهم ملطّخة بالدماء ومن الأفضل لو يفسّر هذا، ورؤساء الدول يجب أن يكون كلامهم منزّه عن العبث".