انطلقت الأحد 28 ماي الجاري، في ولاية جندوبة، أشغال الفضاء الآمن الذي تعمل جمعية فريڨا للاستراتيجيات بإحداثه بحي الفردوس.يأتي هذا الحدث ضمن مشروع "Nos racines جذورنا"، الممول من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع كل من مركز إفريقية للأرضية المشتركة وبلدية جندوبة، بهدف تعزيز التماسك المجتمعي ومكافحة التطرف العنيف.تجاورت هذه الأشغال مع إتمام ورشات التصميم التي تمت بالشراكة مع شباب المنطقة، مما يبرز أهمية هذا النشاط في دعم وحماية المجتمع من آفة التطرف العنيف، وفق البيان الذي نشرته الصفحة الرسمية فايسبوك للجمعية المذكورة.
"شدة التطرف العنيف في حي الفردوس بجندوبة وأهمية إنشاء الفضاء الآمن"
في تصريح خاص، أفاد السيد إحسان لموشي، منسق مشروع "جذورنا"، لإذاعة 100 أف أم، بأن هذا المشروع يندرج ضمن جهود حماية الشباب ومكافحة جميع أشكال التطرف العنيف في حي الفردوس بولاية جندوبة.
منسق المشروع، أفاد أيضا بأن التحليلات والبحوث التي تم إجراؤها تحت إشراف مشروع "جذورنا" في وقت سابق، أظهرت بوضوح شدة التطرف العنيف في ولاية جندوبة بتونس.وقد تم تسليط الضوء على حي الفردوس كواحد من المناطق المتأثرة بشكل خاص بهذه الظاهرة الخطيرة، سواء عبر الهجرة غير الشرعية أو زيادة معدلات البطالة أو انزلاق الشباب إلى بؤر التوتر والتوجه نحو التطرف.وفي هذا السياق، شدد السيد إحسان لموشي على ضرورة وأهمية إقامة الفضاء الآمن في حي الفردوس الذي يهدف بالأساس إلى "حماية الشباب من آثار التطرف العنيف".
"ورشة التصميم التفكيري: خطوة أولى نحو مكافحة التطرف العنيف في حي الفردوس بجندوبة"
في تصريحه لنا، أفاد السيد إحسان لموشي بأن المشروع بدأ بإقامة ورشة عمل بعنوان "التصميم التفكيري" في شهر فيفري 2023، بمشاركة مجموعة من شباب حي الفردوس في مدينة جندوبة.كما شملت الورشة بعض أعضاء بلدية جندوبة وممثلين من المجتمع المدني والجمعيات المحلية.خلال هذه الورشة، تم التركيز على تعريف المصطلحات المتعلقة بالمشروع، مثل تعريف العنف والتطرف، وتوضيح الفروق بين العنف والعنف المتطرف، وقد تم استخدام أفكار المشاركين في ورشة العمل للاتفاق على تعاريف هذه المصطلحات ومفاهيمها.وبعد الورشة، قام الشباب المشاركون بإطلاق حملات ترويجية عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز فكرة المشروع ونشر الوعي بأهمية التصدي للتطرف العنيف.من خلال هذه الجهود، يسعى المشروع إلى بناء جسور التواصل والتفاعل بين الشباب وتوفير بيئة تعليمية وترفيهية تعزز قدراتهم ومهاراتهم.كما يهدف المشروع إلى استخدام أدوات واستراتيجيات تعمل على مكافحة التطرف العنيف وتعزيز القيم الإيجابية لدى الشباب، من خلال تنظيم ورش عمل وأنشطة تفاعلية فيما بينهم تعزز المهارات الحياتية والتفكير النقدي.إضافة إلى تمكينهم من مواجهة التحديات الاجتماعية بشكل بناء من خلال فضاء آمن.
"المشروع يدخل مرحلة التنفيذ: انطلاق الأشغال الفعلية بعد تصميم تشاركي ناجح"
تجسدت المرحلة التالية من مشروع "جذورنا" في "ورشة تصميم تشاركية"، والتي أقيمت في مارس العام الحالي.شارك في هذه الورشة أعضاء من المجتمع المدني والجمعيات المحلية، بالإضافة إلى المهندسة المسؤولة عن تصور الفضاء الآمن وممثلين عن بلدية جندوبة.تم خلال الورشة استعراض ومناقشة أربعة تصاميم مختلفة، وبعد التوافق تم اختيار التصميم النهائي للبدء في تنفيذه.في 28 ماي الجاري، بدأت الأشغال الفعلية للمشروع، حيث تم الانتقال من مرحلة التخطيط والتصميم إلى تنفيذ الفضاء الآمن.وأكد منسق المشروع أن "لجنة حي محلية" ستشارك في الإشراف على هذا الفضاء وحمايته، بالتعاون مع بلدية جندوبة، مما يضمن استمرارية نجاح وتأثير المشروع في المجتمع.
"تحديات المشروع والمساعي للاستقطاب وتحديد موقع الفضاء"
مواجهة التحديات تعد جزء أساسيا من مسار أي مشروع، وهذا المشروع لم يكن استثناء، ووفقا لإحسان لموشي، كان أحد التحديات الرئيسية التي واجهها فريق المشروع هو غياب الاهتمام والمبالاة من قبل الشباب بوضع تونس سواء سياسيا أو اقتصاديا.فكان من الضروري وضع استراتيجية لاستقطاب وجذب الشباب للمشاركة في المشروع، وتحفيزهم على المشاركة الفعالة.علاوة على ذلك، واجه فريق المشروع تحديا آخرا في اختيار مكان تنفيذ الفضاء الآمن ومع ذلك، تمكن الفريق في النهاية من التغلب على هذه العوائق وتجاوزها من خلال تنسيق جهودهم مع بلدية جندوبة.هذه التحديات التي تمت مواجهتها والتعامل معها بنجاح تعكس التصميم القوي والالتزام الشديد من قبل فريق المشروع.
يهدف مشروع إنشاء "الفضاء الآمن" في حي الفردوس بجندوبة إلى توفير بيئة آمنة ومحفزة للشباب، وهو فرصة لتعزيز التواصل والتفاعل الإيجابي في المجتمع. ويهدف المشروع أيضا إلى استخراج الأفكار من المجتمع المحلي وتمكين المواطنين من المشاركة الفعالة في صنع القرار وتنفيذ المبادرات.وفي النهاية، يؤكد المشروع على أهمية تعزيز الشباب كقوة إيجابية ومحرك تنمية المجتمع، خاصة وأن تمكين الشباب ومشاركتهم في صنع القرار وتنفيذ المبادرات يعزز من قدراتهم ويساهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمع.
ماجدة العمدوني