قال بوزيد اللافي، مدير مشاريع بمرصد رقابة، في تصريح له لإذاعة Son Fm، إن شركة فسفاط قفصة عمدت إلى نشر تدوينة على فايسبوك بتاريخ 7 جويلية 2023، تتضمن جملة من المغالطات، تم التفطن إليها نظرا لاهتمام المرصد بهذه الشركة والاشتغال على ملفاتها في أكثر من مناسبة.
وذكر اللافي، أنّ هذه المغالطات تتمثل في أرقام غير دقيقة ومقارنات وأحكام خاطئة، أوّلها الإيهام بأنّ الشركة حققت أرباحا صافية استثنائية بقيمة 453 مليون دينار "في مؤشر على انتعاشة قطاع الفسفاط وخاصة في ما يتصل بتحسّن نسق المبيعات نحو الحرفاء المحليين، والعودة إلى الأسواق العالمية" وفق التدوينة، في حين أنّ ذلك مردّه، إرتفاع سعر بيع الفسفاط التجاري بنسبة قرابة 80 بالمائة مقارنة بسنة 2021 و130 بالمائة مقارنة بسنة 2020.
وأضاف بوزيد اللافي، أنّ المغالطة الثانية تتمثل في إدعاء الشركة أنّها لم تحقق مرابيح صافية منذ 2011، في حين أنّ أرباحها الصافية سنة 2012 بلغت 475 مليون دينار، بالإضافة لأنّ أرباحها في السنوات 2011 و2013 و2014 تراوحت بين 24 مليون دينار و187 مليون دينار وبالتالي لا يمكن اعتبار أن الـ 10 سنوات التي تلت الثورة، لم تتسم إلاّ بتكبّد الخسائر.
وتابع منسّق المشاريع في مرصد رقابة حديثه عن المغالطة الثالثة في التدوينة، والتي تتمثل في مقارنة لا تجوز بين سنوات كان الانتاج فيها متوقفا ومتفاوتا بسبب جائحة كورونا وسنوات عاد فيها الانتاج، ووصفت الشركة ذلك بالانتعاش والتطور، في حين أنّه لا يجوز مقارنة تطور الانتاج بسنة لا إنتاج فيها، وفقا للافي.
أمّا رابع مغالطات التدوينة، فهي تتعلق بكمية الفسفاط الذي تم تصديره، فقد جاء فيها أن مبيعات تونس من الفسفاط انقطعت لمدة 10 سنوات كاملة منذ 2011 حتّى 2021، لكنّ اللافي قال في تصريحه لإذاعة Son Fm أنّ الشركة صدّرت كميات مهمة من الفسفاط في السنوات الممتدة من 2011 إلى 2014.
وذكرت الشركة أنّ نسق مؤشرات إنتاج الفسفاط في تحسّن نظرا لأنّ "مجلس الأمن أقرّ سلسلة إصلاحات وتدابير لتقوية القدرة الانتاجية والتصديرية" وفقا للتدوينة، في حين أنّ مرصد رقابة يقول إنّ الأرقام تؤكد تراجع الاستخراج والانتاج والكميات المصدّرة.
وتحدّى اللافي شركة فسفاط قفصة، أن تنشر تقاريرها الرسمية، معتبرا أنّ كلّ هذه المغالطات تندرج ضمن التلاعب بالرأي العام والبروباغندا السياسية لتحسين صورة الشركة، وللتسويق لسنة 2023 على أنّها سنة سجلت أرباحا مهمة، وفق تعبيره.
وللإشارة، فإننا إتصلنا بمسؤول في شركة فسفاط قفصة، إلاّ أنّه تشنّج عند طرح هذا الموضوع على مسامعه ورفض مدنا بأي تصريح.
ويذكر أنّ مرصد رقابة، هو جمعية غير ربحية مستقلة غايتها الرقابة والتدقيق ومحاربة الفساد والعمل على ترسيخ ثقافة الرقابة المواطنية على مؤسسات الدولة وتعزيز مبادئ الشفافية والحوكمة المستديمة والديمقراطية في إدارة الشأن العام.