قالت الباحثة في علم الإجتماع رانية الغويّل، في تصريح لإذاعة Son FM، إنّ المرأة مستهدفة أكثر من الرجل في الفضاء المروري وذلك في إطار دراسة سوسيولوجية كمية ونوعية تحت عنوان "العنف والفحش المسلّط ضدّ المرأة في الفضاء المروري". وشملت الدراسة عينة متكونة من 3500 مستجوبا منهم 1500 سائق عربة و1000 سائق دراجة نارية و1000 مترجل من كل الولايات في تونس.
هذه الدراسة استمرت لسنتين وقام بها مجموعة من المؤلفين هم الدكتور جوهر الجموسي والدكتورة رانية الغويّل والدكتورة منى الطياشي والدكتورة أميرة قدور وتقديم الدكتورة ألفة يوسف، وتضمنت الدراسة 4 مقاربات إجتماعية ونفسية واقتصادية وقانونية.
وخلصت الدراسة إلى أنّ أكثر من 60% من المستجوبين يقومون بشتم سائق السيارة إذا اكتشفوا أنّها أنثى ويستعملون في ذلك عبارات وأوصاف يحتل الكلام البذيء فيها نسبة 33,9%.
ويحمّل 42.4% من المستجوبين مسؤولية حوادث الطرقات للنساء أي في المرتبة الثانية بعد الشباب بفارق 1% في حين اعتبرت الباحثة أنّ جلّ الدراسات في العالم أثبتت أنّ النساء أكثر تفاني في قيادة السيارة من الرجل وأنّ هذه النظرة متأتية من التمثلات الاجتماعية للمرأة، باعتبار أنها أثبتت نجاحها وتميزها في الفضاء الداخلي والخارجي وأصبحت بذلك فاعلة في المجتمع وفرضت نفسها ما جعل الرجل يفقد سيطرته داخل المنزل وهذا الذي أدى به إلى تفريغ هذا الضغط النفسي في الطريق، لكنّ ذلك يتغير حسب المجتمع، فالمجتمع الحضري يتميز بالمجهولية ولهذا تتعرض النساء إلى العنف. في حين يتميز المجتمع الريفي أو شبه الحضري بتراجع منسوب العنف باعتبار أنّ الجميع تربطهم معرفة أو صلة قرابة.
وخلصت الدراسة إلى أنّ أنواع العنف تشمل العنف اللفظي والمادي والجسدي وأسبابه تعود بالأساس إلى التنشئة الإجتماعية والثقافة الإجتماعية والمخيال الجماعي الموجه حول المرأة.
وأوصت الباحثة بالعمل على تنظيم دورات توعوية لمقاومة العنف المسلط على النساء في الفضاء المروري والعمل أكثر على محتوى الكتب المدرسية لتخليصها من الصور النمطية والسلبية حول المرأة، وتشديد معاقبة الأفعال المنافية للسلوك الحضاري والماسة من تناغم الفضاء المروري مثل الكلام البذيء وقلة الاحترام وخدش الحياء وتطبيق القانون وإدماج التربية الجنسية في البرامج التعليمية التونسية وتشريك المجتمع المدني مع استهداف الرجال من الفئة العمرية خاصة بين 18 و35 سنة بالإضافة إلى إحداث رقم أخضر للتبليغ عن انتهاكات حقوق المرأة في فضاء المرور.
وقالت الباحثة إن الفضاء المروري يعكس العنف الموجود في الفضاءات الأخرى باعتبار أنّ الشارع هو مرآة المجتمع.