قال الخبير في الاستراتيجيات الفلاحية ورئيس جمعية تونس الزيتونة، فوزي الزياني، في تدخله خلال برنامج Pause Café، إنّ تونس لا تولي قطاع الحبوب الأهميّة الكافية منذ 15 سنة علما وإننا نستورد سنويا 65% من احتياجاتنا وهذا الرقم مرجح لأن يصل إلى أكثر من 90% في ظل أزمة المياه وفي ظل غياب استراتيجية عمل واضحة وغياب برنامج وطني.
واستنكر الزياني عدم تحسّن الوضع حتى بعد قيام ثورة يفترض أن تأخذ البلاد إلى وضع أفضل باعتبار أننا "لا نستخلص الدروس" خاصة بعد ظهور أزمات عالمية كالكوفيد والحرب الأوكرانية، وفق قوله.
وأوضح فوزي الزياني، أنّه كان يفترض أن تكون هناك اجراءات استباقية خاصة وأننا نعلم أن مناخ تونس جاف وشبه جاف، منددا بالاجتماعات والندوات التي وصفها بـ "البالية" وشدد بأننا بحاجة فعلية إلى الإنجاز والتحرّك خاصة مع وجود الكثير من الملفات التي يجب معالجتها كأزمة الأعلاف والقطعان المهددة بالجوع ومنظومة اللحوم الحمراء والبيضاء التي باتت بدورها مهددة.
وأكّد الزياني أنّ الحلول موجودة، من بينها استخدام محطات التحلية المتنقلة وارساء لجنة يقظة أو خلية أزمة تضم مجموعة من الكفاءات العلمية والمجتمع المدني والإعلام وسلط الإشراف لرسم السياسات الكبرى قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى، مما يسهل عملية قبول قراراتها من قبل المواطنين ويخفف العبء على الحكومة.
وأضاف الخبير أنّه يجب مساءلة السلط المتعاقبة وتقييم مخرجات عملهم خاصة وأننا نعاني من اهدار للامكانات كتبذير المياه المستعملة المعالجة باعتبار أننا نستعمل 5% منها فقط في حين أننا نستطيع توفير 25%.
وأردف رئيس جمعية تونس الزيتونة باستفهامات إنكارية عن إمكانية توظيف هذه المياه في الزراعات العلفية وتساءل أيضا عن مصير المناطق السقوية المهيئة لاستغلال المياه المعالجة المتوقفة حاليا، وتساءل عن مصير المياه المعالجة التي لا يتم استغلالها.
ونوّه إلى ضرورة تأطير الفلاّحين ودعمهم لضمان مواصلتهم لعملهم ولتعويض الخسائر التي لحقت بهم مؤكدا أنّ التجهيز للموسم الزراعي الجديد يفترض أن يبدأ من الآن خلال شهري أفريل وماي عن طريق توفير البذور والأسمدة وسن حالة طوارئ فلاحية ومائية لضمان جزء من الأمن الغذائي والتقليص من التوريد لضمان السيادة والحد من التبعية للخارج وتوفير العملة الصعبة.
وشدد الزياني أيضا على أنه ينبغي الالتفاف حول مصلحة البلاد بعيدا عن حلول التصبير والترقيع والوعود الزائفة.