قالت الباحثة في علم اجتماع التربية، هيام التركي، أثناء حضورها في برنامج Campus، يوم الإثنين 14 أوت 2023، إنّ الحياة الجامعية من شأنها أن تبني الشخصية الاجتماعية والمهنية للطلبة، بالإضافة إلى أنّها مرحلة مهمة في بناء رؤية الطالب التي تمهد له عملية تبنّي الاستراتيجيات التي من شأنها أن توصله لما يصبو إليه.
وأكّدت الباحثة، أنّ رؤية التونسيين للتعليم تشهد جملة من التحولات جرّاء الخيبات التي تعقب مرحلة التعلّم والحصول على الشهائد، لكنّ ذلك لم يؤثر في قيمة تحصيل العلم عند العائلات في تونس، بدليل الأجواء الاحتفالية التي تصاحب النجاح في مناظرات السنوات السادسة والتاسعة والباكالوريا، ناهيك عن الروح التنافسية للعائلات بشأن الأعداد.
وذكرت هيام التركي، أن التونسي ينشأ على ثقافة حبّ المدرسة وطلب العلم، خاصة وأنّ جل الآباء هم أبناء المدرسة العمومية ويعون تماما مدى أهميتها، إلاّ أنّ هاجسهم هو تحقيق حياة مستقرة وآمنة لأبنائهم.
وأكدت التركي على أنّ للباكالوريا التونسية، قيمة كبرى في المؤسسات الجامعية الأجنبية، رغم ما يتبادر إلى سمعنا من تبخيس لقيمتها.
واعتبرت أنّ هذه الشهادة، بمثابة البوابة لحياة مهنية واجتماعية طيّبة، رغم صعوبة البدايات التي يجب مواجهتها بالمثابرة والاجتهاد والعمل والطموح.
ونوّهت الباحثة إلى أنّ اختيار توجيه جامعي لا يتناسب مع التوجهات التي يحبها الطالب، لا يمنع النجاح، فالمسألة لا ترتبط بالاختصاصات بقدر ما ترتبط بالأهداف المرصودة ومقدار المثابرة والتضحية.
وحذّرت الباحثة، من مغبّة الغش في الامتحانات لأنّ ذلك، يعيق تكوين شخصية الطالب ويعرقل مساره المهني، وحثّت على المشاركة في النوادي ما لم تشكل عقبة أمام تحصيل العلم، باعتبارها مجالا لتنمية الجانب الفني والثقافي والاجتماعي والمعرفي.