تحول "القرنيبط" خلال السنوات الأخيرة إلى ثروة بحرية مهددة بالانقراض بالسواحل التونسية، نتيجة تراجع كميته جراء الصيد الجائر وغير القانوني خارج الأجال المحددة للصيد.
وطبقا للمعطيات المتوفرة لدى جهاز الصيد البحري بالاتحاد التونسي للفلاحة فإن موسم صيد القرنيط ينظمه قرار وزير الفلاحة المؤرخ يوم 28 سبتمبر 1895 والمتعلق بتنظيم نشاط الصيد البحري والذي حدد فترة موسم صيد الاخطبوط، والتي تمتد من 15 أكتوبر الى15 ماي، أي أن أياما معدودات مازالت تفصلنا عن انطلاق موسم منع اصطياد القرنيط في تونس.
وفي هذا الإطار أوضحت الباحثة بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار (مختبر الثروات الحية) السيدة هانم دجبو، في تصريح لإذاعة Son Fmأن قرار منع الإصطياد للقرنيط في هذه الفترة يرجع إلى انها أواخر فترة توالده، تليها فترة نمو صغار القرنيط في المراعي أي الغير عميقة، والتي تكون أقرب للصيادين.
وأضافت الباحثة هانم دجبو أنه يمنع صيد القرنيط إذا كان وزنه أقل من كيلوغرام واحد، وبتجاوزه للكيلوغرام الواحد تكون القرنيط قد توالد وتكاثر مرة على الأقل،، وكانت وزارة الفلاحة التونسية عبر مصالحها المختلفة حددت الوزن الأدنى عند صيد الأخطبوط، إلا الاستجابة لهذه القوانين تبقى صعبة المنال وهو ما جعل الصيادين لا يحتكمون إلى القوانين المنظمة للقطاع الفلاحي وأصبح إنتاج القرنيط لا يزيد وزنه عن 400 أو 500 غرام فحسب، وهو ما جعل المصالح الفلاحية تطلق صيحة فزع للمحافظة عليه كثروة بحرية.
وأشارت دجبو إلى أن طرق اصطياد القرنيط تنقسم إلى 2: أولها عبر شباك الجر في أعماق تتجاوز 30 متر، و الثانية عبر زرع القارور الفخاري، أما بالنسبة لأماكن تواجد القرنيط فيتمركز بخليج قابس (من صفاقس إلى الحدود التونسية الليبية) إضافة إلى الساحل والشمال.
من جهته بين نائب رئيس اتحاد الفلاحين المكلف بالصيد البحري صالح هديدر، في تصريح لإذاعة Son Fm أن فترة الراحة البيولوجية للقرنيط تعود لصغر حجمه وأهمية عملية التفريخ لديه.
مشيرا إلى وجود بلاغات محليا وجهويا تدعو الصيادين لعدم ينخرط في الصيد العشوائي الذي من شأنه أن يضر بالثروة البحرية، مؤكدا وجود خرقات من قبل البحارة أو ما أسماهم بالفئة الضالة التي من شأنها نسف القرنيط والإضرار به، مشيرا إلى أن تقنية الصيد الصيد العشوائي عبر الكركارة -وهي شبكة عملاقة يقع رميها في البحر وتصل إلى عمق يبلغ 20 مترا وتعتمد أسلوب التجريف، ما يتسبب في الإضرار بالحياة البحرية من أعشاب وكائنات بحرية مختلفة الأشكال والأحجام.
وكان المجتمع المدني قد دعا من خلال جمعيات تعنى بالشأن البحري على غرار جمعية تونسي للعلوم التشاركية، والتي هدفها المشاركة في حماية التنوع البيولوجي البحري والحفاظ على الثروات البحرية والمحيطات، إلى الحفاظ على هذه الثروة البحرية وعدم الانجرار وراء الصيد العشوائي، الذي سيضر بالبحر وموارد التي لا حصر لها، من خلال حملة "خليني نربي صغاري" والتي الهدف منها توعية المواطنين بأهمية عدم اصطياد القرنيط من 15 ماي إلى 15 أكتوبر، ومن جملة ما جاء في الحملة ، هذه الكلمات المعبرة: "يعيشك كي تلقا
القرنيطة سيبها..هي فقط تحمي في جيل جديد من القرنيط إلى بش تستنفع منو انت و غيرك..