في تطور مثير للقلق في قطاع الإعلام التونسي، كشفت خولة السليتي، الصحفية بإذاعة "شمس أف أم"، عن معاناة العاملين في الإذاعة بسبب حرمانهم من أجورهم ومستحقاتهم المالية الأخرى.
جاءت هذه التصريحات خلال ندوة صحفية نظمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم الثلاثاء، غرة أوت 2023، لكشف التطورات الأخيرة في قطاع الإعلام.
وفي كلمتها لـ SonFM، أشارت السليتي إلى أن العاملين في إذاعة "شمس أف أم" يواجهون أوضاعًا قاسية، حيث يُحرمون من حقوقهم المالية الأساسية، ولا يتم التطرق إلى مستحقاتهم الأخرى.
هذا الوضع الصعب جعل من الإذاعة بيئة غير صحية وغير آمنة للعاملين فيها، وأدى إلى تفاقم الضغوط النفسية عليهم، وتم توثيق هذه المشكلة من خلال شهادات مرضية مُقدمة من مختلف القطاعات.
وركزت السليتي على عدم التوفيق بين الوعود التي قدمتها إدارة الإذاعة والدولة التونسية بالاستمرارية والثبات والواقع الحالي المأساوي.
وكشفت عن أن الإدارة اضطرت للطلب من الصحفيين والصحفيات تقديم الأخبار عن بُعد نظرًا لعدم قدرتها على توفير التنقلات، وهذا يعني أن برامج الإذاعة لم تعد موجودة بشكل فعّال.
ورأت أن هذا الواقع الذي أصبحت الإذاعة تعيشه يعكس تدهور الأوضاع التشغيلية للمؤسسة.
في هذا السياق، ناشدت خولة السليتي رئاسة الجمهورية بالتدخل والعمل على توفير حلول لهذه المشكلة الحرجة.
وأكدت أنه سبق وأن تم تقديم وعود وتعهدات بالحفاظ على ديمومة المؤسسة، خاصةً وأن الدولة تمتلك الحصة الأكبر من الأسهم في الإذاعة.
وأثارت السليتي الاهتمام بتحميل المسؤوليات للأطراف التي أدت إلى تدهور الإذاعة وتعثرها.
وأكدت على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تجاه حقوق ومستحقات العاملين في الإذاعة، لأنهم لا يمكنهم مواصلة العمل في ظل حالة الحرمان من أبسط حقوقهم المادية والاجتماعية.
وشددت على أنه يجب أن يتم التعامل مع العاملين كمواطنين تونسيين يستحقون الحصول على أجورهم كتعويض مُناسب لجهودهم المبذولة.
هذا وتعيش إذاعة "شمس أف أم" حالة من الترقب بعد قرار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس استئناف قرار اللجنة الوطنية للتصرف في الأملاك المصادرة المتعلّق بالتفويت فيها.
وناقش رئيس الجمهورية قيس سعيد ملف الأملاك المصادرة في لقاءه مع وزيرة العدل ليلى جفال في وقت سابق، حيث أكد على ضرورة محاسبة الدوائر المتورطة في الفساد واتخاذ قرارات حازمة في علاقة بحقوق ومستحقات العاملين في الإذاعة وهو أمر ضروري لضمان استقرار المؤسسة والمحافظة على دورها الإعلامي المهم في المجتمع التونسي.
من المهم أن تتابع الجهات المعنية هذه المسألة بعناية وشفافية، وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المصالح العامة وحقوق العاملين وضمان استمرارية عمل هذه المحطة.
ومن الضروري أن يتم الحفاظ على حرية الإعلام واحترام حقوق الصحفيين والعاملين في هذا القطاع.
إذاعة "شمس أف أم" تمثل جزءً مهمًا من التنوع الإعلامي والحرية الصحفية في البلاد، ويجب أن يتم توفير الدعم والحماية اللاّزمة للحفاظ على دورها في نشر المعرفة والمعلومات.