×
×

لماذا تواصل الدول العربية خذلان القضية الفلسطينية؟


وكلات
مروى دجبي
مروى دجبي
نشر في 2023/11/03 16:17
TT
11

رغم المجازر التي ارتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، آخرها قصف مستشفى المعمداني، ورغم امتلاك الدول العربية لآليات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي لم تتخط مواقفها البيانات الخجولة والاتصالات الهاتفية العقيمة التي تبحث وقف الحرب وفتح ممرات إنسانية.

ورغم خروج عشرات الآلاف من العرب إلى الشوارع لنصرة القضية الفلسطينية ومطالبة سلط بلادهم بالضغط الدبلوماسي على الولايات المتحدة والدول الغربية وتعليق اتفاقيات السلام مع الاحتلال، غير أن مطالب ومواقف الشعوب لم تترجم في سياسات الحكام، حيث لم تتخذ هذه الدول أي إجراءات أو مواقف مؤثرة دعما للشعب الفلسطيني، رغم امتلاكها لوسائل ضغط قوية.

نذكر من بينها النفط، حيث بلغت صادرات المملكة العربية السعودية (أكبر مصدر للنفط ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك") من النفط الخام إلى الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 1.3 مليون برميل يوميا، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وقعت مصر عام 1979 اتفاقية سلام مع "إسرائيل" لتكون بذلك أول دولة عربية تطبع علاقاتها مع الاحتلال، تلاها الأردن عام 1994، ودفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة أربع دول عربية أخرى إلى التطبيع وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.

يعتبر الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في حديثه ل SonFM دول الخليج أنظمة وظيفية تستمد شرعيتها من الولايات المتحدة الأمريكية حليفة "إسرائيل"، ويقول إن هذه الأنظمة لم تصل إلى السلطة عن طريق إرادة شعبية أي انتخابات ديمقراطية ونزيهة لكي تتقاطع سياساتها تجاه القضية الفلسطينية مع مواقف شعوبها.

ويؤكد العبيدي عدم وجود إرادة عربية للضغط على الاحتلال والدول المساندة له لوقف مجازره في قطاع غزة، قائلا لا تستطيع الأنظمة العربية الدكتاتورية الوقوف في وجه من يساند بقاءها في السلطة ويسهر على ذلك، هذا بالإضافة إلى المصالح الاستراتيجية والاقتصادية التي تربطهم.

ويقول تنأى الدول العربية عن نفسها من هذه الصراعات وتخير استقرارها في السلطة على اتخاذ موقف جريء تجاه القضية الفلسطينية يمثل إرادة شعبها، لأنها تخشى أن تدفع ثمن هذا الموقف اقتصاديا واستراتيجيا وحتى اجتماعي من خلال هاجس نشوب غضب شعبي يقود إلى ثورة.

ويضيف العبيدي للأسف بعد انهيار جبهة الصمود لم تعد هناك مواقف عربية جريئة وواضحة تجاه القضية الفلسطينية.

في 18 أكتوبر 2023 دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى "تهجير" الغزاويين إلى صحراء النقب إلى حين انتهاء الاحتلال من "تصفية" حركة حماس معبرا عن رفضه القاطع "تهجيرهم" إلى سيناء المصرية، وقال في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشار الألماني أولاف شولتز إن مصر ترفض نقل الفلسطينيين إلى سيناء، لأنها ستتحول إلى قاعدة عمليات إرهابية ضد "إسرائيل" وستتحمل مصر تباعات ذلك وستنهار اتفاقية السلام مع "إسرائيل".

لقطاع غزة خمسة معابر حدودية، تخلت مصر على سيادة المعبر الوحيد الذي يطل على دولة عربية، بتوقيعها على اتفاقية تنازلت بموجبها على إدارة المعبر لصالح الاتحاد الأوروبي حليف "إسرائيل"، وهو ما يفسر تحكم الاحتلال في عبور المساعدات الإنسانية بكميات محدودة وشروط قاهرة.

يتساءل الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي كيف تنتظرون من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يضغط لكي يدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والولايات المتحدة الأمريكية هي من دعمت انقلابه العسكري على أول رئيس شرعي منتخب في تاريخ القاهرة وهو محمد مرسي في فيفري 2013.

أثناء الانقلاب رفض البيت الأبيض توصيف ما حدث في مصر بأنه انقلاب عسكري، معتبرا أن محمد مرسي لم يحكم بديمقراطية وأن استجابة الجيش لمن خرجوا ضد مرسي لا تعد انقلابا.

الرياض "ترقص على الجراح"

تزامنا مع انطلاق الاحتلال في عمليات الاجتياح البري لقطاع غزة وتكثيفه للقصف، احتفل المملكة العربية السعودية بموسم الرياض وهو ما اعتبره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "رقصا على الجراح"، بعد تداولهم فيديوهات للمظاهر الاحتفالية.

وفي تصريح "مستفز" قال رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، تعليقا على الانتقادات إن كرة القدم والسياحة وأي وظيفة حرة وشريفة لا تتوقف عند الحروب.

وقبل انطلاق عملية طوفان الأقصى في 07 أكتوبر كانت الرياض وبقيادة واشنطن على وشك التطبيع النهائي والرسمي للعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني.

 


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld