احتضنت مدينة سليانة، في مركز التربصات والاصطياف بعين بوسعدية، المخيم العلمي والرياضي الذي نظمته دار الشباب بسليانة الجنوبية تحت إشراف المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالجهة ومكونات من المجتمع المدني، والذي أمتد منذ يوم 16 إلى 19 جوان الجاري.
ويعد هذا المخيم الأول من نوعه في ولاية سليانة، حيث جمع بين الرواد الشباب من دور الشباب وأعضاء من المجتمع المدني النشطين في الجمعيات المحلية.
تحدثت منسقة المخيم ومديرة دار الشباب بسليانة الجنوبية، حنان مستور، في تصريح لإذاعة SonFM، عن أهمية هذا الحدث الذي يتميز بجمع الأنشطة العلمية والرياضية في إطار واحد.
وأشارت مستور إلى أن الأنشطة العلمية تضمنت ورشات في محاكاة الطيران، وورشات في الطيران النموذجي والتحليق، وورشات في علم الفلك والروبوتيك وانترنت الأشياء.
أما الأنشطة الرياضية، فاشتملت على ورشة المشي على الحبل المشدود، وورشة الطيران الصراعي، وورشة الرمي بالقوس، وورشة تعلم الاستعداد للتخييم.
وأكدت مستور أن هذا الجمع بين الأنشطة العلمية والرياضية كان في إجابة على رغبة الشباب الساعين لأنشطة توفر لهم التوازن بين الجوانب العلمية والرياضية في تجربة واحدة.
وعبّرت مستور عن شكرها لجميع الجمعيات المشاركة في المخيم، على غرار جمعية سليانة للرياضات الجوية والجمعية التونسية لعلوم الفلك وأكاديمية الهندسة والعلوم بسليانة وجمعية هريسة سبور التي ساهمت في تنظيم الأنشطة وتحفيز المشاركين.
وبحسب منسقة التظاهرة، فإن الملتقى كان فرصة لتبادل التجارب والخبرات وتعزيز الأهداف المتمثلة في تنمية وتعزيز رغبات الشباب بالمنطقة.
ويُعتبر المخيم أيضًا فرصة لتأسيس شراكات فاعلة بين مكونات المجتمع المدني في الجهة وتعميم نشاط نادي الطيران بدار الشباب سليانة الجنوبية على بقية دور الشباب.
وبحسب حنان مستور، مديرة دار الشباب بسليانة الجنوبية، فقد حضر الحدث حوالي 75 مشاركًا من الشباب والناشطين في الجمعيات، وجميعهم يمتلكون الرغبة في استكشاف تفاصيل التظاهرة العلمية.
تضمّن البرنامج العديد من الفقرات الأخرى، مثل سهرة فلكية من تنظيم الجمعية التونسية لعلوم الفلك، ورحلة استكشافية في منطقة كسرة لتعزيز السياحة والرياضات الجبلية.
كما تم تحليق طائرة نموذجية في فناء عين بوسعدية، وتقديم عروض للفنون الشعبية بالجهة، بالإضافة إلى تبادل الآراء والخبرات في مجالات العلوم والرياضة خلال المناسبة.
ومن بين التحديات التي واجهت التظاهرة، تعد تعميم التجربة في ظل الإمكانيات المحدودة التي تم استخدامها لإنجاحها، وهو ما يتطلب تعزيز الأنشطة وتوسيع نطاقها لتشمل دور الشباب الأخرى.
وفي الختام، قدمت مديرة دار الشباب بسليانة الجنوبية الشكر للمندوبية الجهوية للشباب والرياضة والإدارة العامة للشباب بالجهة على الجهود التي بذلوها لإنجاح التظاهرة، بما في ذلك الدعم المالي واللوجستيكي والفرص المتاحة.
وشكرت المنسقة أيضًا المشاركة الطوعية من مكونات المجتمع المدني في الجهة التي ساهمت في تنظيم ورشات التظاهرة وتوفير التدريب العلمي والرياضي للشباب.
وحضر التظاهرة مسؤولون من الجهة، بما في ذلك المندوب الجهوي للشباب والرياضة بسليانة والمدير العام للشباب بالجهة، ومعتمد الشؤون الاجتماعية بالجهة ومعتمد برقو، بالإضافة إلى عدد من الإطارات الجهوية.
ولمزيد الاستفسار عن فعاليات هذه التظاهرة، تواصلنا مع نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك، هشام بن يحيى، الذي أفاد أن الجمعية شاركت في هذه التظاهرة بمؤطر وهو هشام بن يحى وشابّين من الجمعية.
مشاركة الجمعية جاءت بناءً على طلب من دار الشباب سليانة الجنوبية لتأثيث التظاهرة العلمية في عين بوسعدية.
وقد تم قبول الطلب والاتفاق بين الجمعية التونسية لعلوم الفلك والمنظمين فيما يتعلق بالتقنيات اللوجستية وغيرها، وفقًا لما أفاده بن يحى.
وقد شاركت الجمعية في هذه التظاهرة بموضوعين يرتبطان ببعضهما، الأول هو ورشة صناعة خريطة السماء المتحركة من صنع الشباب المشارك في التظاهرة، وهي آلة فلكية ترصد مواقع النجوم.
وقبل ذلك، كان لممثلي الجمعية حديث مع الشباب المشارك لمعرفة الأخطاء المتكونة لديهم فيما يتعلق بعلوم الفلك وتصحيحها.
والموضوع الثاني الذي شاركت به الجمعية، تمثل في استخدام الآلة الفلكية ليلاً، والتي نالت إعجاب الحضور نظرًا لجمالية المناظر السماوية ومشاهدة الكواكب الموجودة والنجوم وغيرها من الأجسام السماوية، حسب تعبير نائب رئيس الجمعية المذكورة.
ولاقت مشاركة الجمعية استحسان الحضور بسبب الأهمية التكوينية التي قدمتها، وكانت فرصة لهم لتصوير الأجسام الموجودة في السماء باستخدام التقنيات الفلكية المختلفة بدلاً من التقنيات التصوير العادية.
كما شارك ممثلو الجمعية، حسب نائبها، في جميع الورشات الأخرى والرحلات الموجودة في البرنامج على امتداد الأربعة أيام.
وأعرب بن يحى في ختام حديثه عن شكره لجميع المسؤولين في الجهة الذين وفروا جميع أساليب الراحة لإنجاح التظاهرة، وخاصة بحضور المندوب الجهوي بالجهة، مما يجعل مثل هذه التظاهرة مستدامة.
كما أشار الأخير إلى أن التظاهرة كانت فرصة للاتفاق مع المندوب والالتزام بمساعدة الجمعية في تأطير نادي خاص بعلوم الفلك بالجهة وتوفير المعدات اللاّزمة لذلك.