قال رئيس المجمع الغابي بالبحيرين، التابعة لمعتمدية برقو من ولاية سليانة، سامي السنداسمي، أثناء مداخلة له، يوم الثلاثاء 27 جوان 2023، في برنامج Sans Emissions، أنّ الأهالي كانوا قد تقدموا بشكوى لدى المحكمة الإبتدائية بسليانة والمحكمة الإدارية، بعد أن تفاجئوا بإقدام أحد المتساكنين بعمليات حفر لاستغلال المائدة المائية في إنشاء مصنع جديد لتعليب المياه.
وأكّد السنداسمي، أنّه إثر مطلب نفاذ إلى المعلومة، تبيّن أنه يوجد جملة من الإخلالات في الرخصة التي تم اسنادها للمصنع المزمع إنشاؤه ناهيك عن وجود عمليات حفر في قطع أرض لا تشملها الرخصة، وفق تعبيره.
وقال رئيس المجمع الغابي بالبحيرين، أنّ الأهالي كانو يعتقدون أنّ عمليات الحفر كانت ستُوجه في الريّ، ولم يعارضوا ذلك نظرا لأنّ 70 بالمائة من مياه الري تعود للمائدة المائية، إلاّ أنهم عندما اكتشفوا حقيقة الأمر، وقاموا بمراسلة كل من معتمدية برقو وولاية سليانة والمندوبية الجهوية للفلاحة ووزارة الفلاحة ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، قام صاحب عمليات الحفر بالتشويه والهرسلة ورفع القضايا وتوجيه تهم ضدّ حوالي 40 من الأهالي يتمثل بعضها في التحريض، على حدّ قول سامي السنداسمي.
وأوضح السنداسمي خلال البرنامج، أنّ سبب رفض إنشاء معمل لتعليب المياه، يعود إلى خطر استنزاف المائدة المائية، خاصة وأنّ المنطقة تعج بمصانع تعليب المياه المتقاربة جغرافيا، ناهيك عمّا تعيشه البلاد من شح مائي وتراجع في مخزون الموارد المائية والتغيرات المناخية وتواتر تنبيهات وزارة الفلاحة في علاقة بترشيد استهلاك المياه، بالإضافة إلى الرغبة في المحافظة على المنابع والعيون الجبلية التي تمثل المورد الأساسي خاصة للحيوانات البرية كالبقر الوحشي المتواجد أساسا في برقو والذي بات مهددا.
وذكر ضيف البرنامج، أن منح الرخصة لصاحب المشروع المزمع إنشاؤه، تزامن مع رفض رخصة لفلاح كان ينوي اعتمادها في ري محصوله، تبعد حوالي 200 متر عن المنطقة التي يتم الحفر فيها بغاية إنشاء المعمل.
وأكد سامي السنداسمي، أنّ الأهالي لم يتعرضوا لصاحب المشروع بأي شكل من أشكال العنف المادي أو المعنوي، وهم متمسكون بكل وسائل الإحتجاج السلمية للدفاع عن حقهم في كنف القانون، ولعلّ آخر وسائل التصعيد التي اعتمدها الأهالي هي استقالة جماعية من 6 مجامع تنمية تهتم بمياه الشرب ومياه الري بالإضافة للمجمع الغابي تزامنا مع عودة صاحب المشروع للحفر دون البت في القضايا، وفقا لمحدثنا.
يذكر أنّ عمادة البحيرين هي منطقة فلاحية بالأساس، تابعة لمعتمدية برقو من ولاية سليانة فيها 6 مجامع تنمية فلاحية، تنتفع منها حوالي 500 عائلة تتكون على الأقل من 4 إلى 5 أفراد في العائلة الواحدة، وتوفر يد عاملة مهمة وتساهم في دوران العجلة الإقتصادية.