في خطوة موجهة نحو الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات البيئية في منطقة شمال إفريقيا، ستكون مدينة صفاقس مضيفة للمنتدى الأول حول "التصرف المستدام في المنظومات الطبيعية"، الذي سيعقد من 12 إلى 16 سبتمبر 2023.
يشارك في هذا المنتدى ثلة من الخبراء في مجال البيئة، بالإضافة إلى باحثين وممثلين عن هياكل بيئية دولية، ونشطاء من المجتمع المدني، وذلك من دول شمال إفريقيا مثل الجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وليبيا، بالإضافة إلى تونس، وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وينظم المنتدى بشراكة بين جمعية "تواصل الأجيال" وشبكة "روناساد" RONACED، وهي شبكة تجمع منظمات المجتمع المدني في شمال إفريقيا للبيئة والتنمية المستدامة ومكافحة التغييرات المناخية وتُعتبر جمعية "تواصل الأجيال" أحد أعضائها المؤسسين.
وسيتاح خلال المنتدى منصة لتبادل الخبرات والمعرفة والرؤى حول أفضل الأساليب للتصرف المستدام في المنظومات البيئية.
كما سيتم التركيز خلال المناقشات على ضرورة التحول الإيكولوجي، والذي أصبح حلاً ضروريًا أمام التحديات البيئية المتزايدة وتأثيراتها السلبية على حياة البشر والبيئة.
وفي ضوء التغيرات المناخية المتزايدة والتأثيرات الجارية لهذه الظاهرة، يؤكد منظمي المنتدى على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه التحديات، مثل انحباس الحرارة وتدهور التربة وتراجع التنوع البيولوجي، ويشددون على أهمية استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة وفعّالة، بالإضافة إلى تعزيز حوكمة استغلال النظم البيئية.
من المتوقع أن يكون هذا المنتدى مناسبة هامة لتوجيه الجهود نحو الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة في منطقة شمال إفريقيا.
جدير بالذكر أن العالم يشهد حاليًا تطورات بيئية مستجدة تلقي بظلالها على كوكب الأرض. أحد هذه التطورات هو تغير المناخ الذي نتج عن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتفاقم الظواهر الجوية المتطرفة.
إلى جانب ذلك، نواجه أزمة تدمير التنوع البيولوجي حيث تنقرض العديد من الأنواع النباتية والحيوانية نتيجة التخريب البيئي وفقدان المواطن الطبيعية.
وتتواجه البيئة العالمية أيضًا بمشكلة التلوث البيئي الذي يشمل تلوث الهواء والمياه والتربة، مما يهدد صحة الإنسان والبيئة على حد سواء، وليس ذلك فقط، بل تسعى البشرية نحو استنفاد الموارد الطبيعية مثل النفط والمياه العذبة.
بالإضافة إلى ذلك، يتغير نمط استخدام الأراضي بسبب التعمير والتوسع الحضري، مما يؤدي إلى فقدان المساحات الطبيعية والغابات.
ومن جهة أخرى، تعاني العديد من المدن من التلوث بالهواء والجسيمات الصغيرة، مما يؤثر على صحة الإنسان والبيئة.
ليس ذلك فقط، بل تشهد المحيطات والبيئة البرية تراكم النفايات البلاستيكية، مما يهدد الحياة البحرية والبيئة، وزيادة الزحف الحضري تسبب في تغيير استخدام الأراضي وزيادة الضغط على البيئة الطبيعية.
وأخيرًا، نجد أن النفايات البلاستيكية تكون مشكلة عالمية تهدد البيئة والصحة.
هذه التغيرات البيئية المستجدة تتطلب جهدًا دوليًا لمواجهتها واتخاذ إجراءات مستدامة للحفاظ على كوكب الأرض وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.