قال الناشط الحقوقي والرئيس السابق للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مسعود الرمضاني لدى تدخله في برنامج Le midi deux إنه لم يتفاجئ من محتوى بيان رئاسة الجمهورية والذي توجه فيه الى مهاجري افريقيا جنوب الصحراء في تونس، مشيرا الى أن اللغة الشعبوية تبني رؤيتها ومواقفها على نظرية المؤامرة الخارجية، معتبرا انه منذ تقلد الرئيس الحالي قيس سعيد الحكم ونحن نتحدث عن نظريات مؤامرة داخلية وخارجية.
واعتبر الرمضاني أن ما جاء في موقف رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص مهاجري افريقيا جنوب الصحراء أمر مخجل ويمس من سمعة تونس التي طال ما دافعت عن مبادئ الحرية والديمقراطية.
واستنكر مسعود الرمضاني ما اعتبرها سكيزوفرينيا شعبية في تونس عند الحديث عن العنصرية الأوروبية الموجهة للعرب بصفة عامة وللتونسيين بصفة خاصة وممارسة عكسها على مهاجري افريقيا جنوب الصحراء في تونس.
ووصف المتحدث موقف رئيس الدولة بالعنصري والخطير، داعيا منظمات المجتمع المدني أن تصلح ذلك وتبين أن تونس بلد يحترم حقوق الإنسان والمساواة بين كل الناس، والإعلان أننا ضد العنصرية وضد الرهاب ضد الأجانب ونحن مع تونس المنفتحة على كل الجنسيات وكل الثقافات.
وقال الرمضاني أن ما يتم اعتقاده من أن مهاجري افريقيا جنوب الصحراء يريدون الاستيطان في تونس هو اعتقاد ساذج لأنه لا يوجد أي أسباب للاستيطان، وأشار محدثنا أن دول جنوب افريقيا في 2011 استبشروا بأن تونس تغيرت واعتبروا أنها تمثل جنوب افريقيا وقاموا بتشبيه شخصياتها بنلسون منديلا وأشادوا بمكتسباتها من حقوق وحريات.
وكان مسعود الرمضاني قدّم في 2016 مشروعا لمجلس نواب الشعب لمناهضة العنصرية وتحقق هذا المشروع بعد سنتين وأصبح قانون فريد من نوعه نظرا الى أن مكونات المجتمع المدني قدمت لأول مرة في التاريخ قانون مناهض للعنصرية.
من جهته قال زياد روين المنسق العام لجمعية منامتي لمناهضة كل أشكال التمييز ان جمعية منامتي تستنكر خطاب رئاسة الجمهورية، معتبرة أنه خطاب عنصري وفيه تحريض ضد المهاجرين من جنوب الصحراء.
وأشار روين ان هذا الخطاب عدواني ويحتوي نوع من الحقد والاجرامية غير المعلنة للمهاجرين، كما فيه مس من الكرامة الإنسانية للمهاجرين النظاميين وغير النظاميين مشيرا الى انه على كل دولة احترام المهاجرين وتقديم الحماية لهم.
وشدد محدثنا على ضرورة احترام المواثيق الدولية وخاصة الميثاق الدولي للقضاء على التمييز العنصري وتونس طرف فيه، إضافة الى القانون عدد 50 والذي يمنع كل مكونات المجتمع من ان تحتوي مبادئها على أي شكل من اشكال التقسيم ضد فئة معينة أو من هم في حالة استضعاف.
وفي تصريح لشمس أف أم اليوم الأربعاء 22 فيفري 2023، أفاد الرمضاني أن خطاب رئيس الجمهورية لم يفاجئه لأن هناك رهاب ضد الأجانب في تونس إضافة للعنصرية الموجودة في بعض صفحات التواصل الإجتماعي وفي ما يسمى الحزب القومي ، ولاحظ أن رئاسة الجمهورية عكست الإحساس الشعبوي لدى بعض الناس.
وقال إنه لا توجد أرقام حقيقية حول تواجد الأفارقة من جنوب الصحراء في تونس، وبين أن الرقم لا يدل على أي شيء والحديث عن توطين الأفارقة لا أساس له من الصحة.