التقى رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، مع ر.م.ع التلفزة التونسية بقصر قرطاج يوم 04 أوت الحالي عواطف الدالي بقصر قرطاج.
وقد أثار هذا اللقاء الجدل وأثر على البيئة الإعلامية والسياسية في تونس.
رمزي أفضال، عضو مكلف بالثقافة والاتصال والعلاقة مع المجتمع المدني في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، عبر في تدخله هاتفيًا في برنامج "Rush Hour" بتاريخ اليوم الثلاثاء 7 أوت، عن مخاوفه من لقاء رئيس الجمهورية مع عواطف الدالي معتبرا ذلك "مؤشرًا خطيرًا" لتدخل سعيّد في ترتيب الأخبار والمضامين الإعلامية.
وأوضح أفضال أن هذا التدخل ليس ضمن اختصاصات رئيس الجمهورية أو الهيئة التلفزيونية، وإنما يختص بقسم الأخبار ورئيس تحريره، وفق تعبيره.
مضيفا أنه منذ سنتين تقريبًا، لم تظهر المعارضة السياسية على شاشة التلفزة الوطنية، التي تُعتبر مرفقًا عموميًا يجب أن يكون متاحًا لجميع الأطياف السياسية.
مؤكدا أن النقابة الوطنية للصحفيين استنكرت هذا الوضع في بيان لها بعد اللقاء، وعبرت عن مخاوفها من تدخل رئيس الجمهورية في وسائل الإعلام العامة والخاصة ومحاولته التأثير في ترتيب الأخبار والضيوف.
وشددت النقابة على أهمية دور وسائل الإعلام العمومية كمرفق عام، الذي يجب أن يخدم المجتمع ويعبّر عن آراء المواطنين.
وأكد أفضال على أن هذه الممارسات تُظهر تراجعًا في مبادئ التنوع والموضوعية وحرية الصحافة في التلفزة والإذاعة التونسيتين، وهي تعمل على تقويض مبدأ التعدد الإعلامي ودور الإعلام العمومي في المجتمع.
وتعبيرًا عن قلقه العميق من تلك التطورات، شدد أفضال على أن التدخلات والضغوطات التي تمارسها السلطة على العمل الصحفي غير مقبولة.
في المقابل، ذكر رمزي أفضال بأن الصحفيين يجب أن يلتزموا بمبادئ الحياد والمهنية، ويعتمدوا على ميثاق الشرف للحفاظ على استقلاليتهم وحرية تعبيرهم وضرورة رفضهم لتدخل السلطة في عملهم الصحفي.
جدير بالذكر أن سعيد أشار في لقائه مع الدالي إلى أهمية أن تكون وسائل الإعلام في خدمة المصلحة العامة وليس لصالح لوبيات معينة.
وأبدى استياءه من استغلال بعض الأفراد السياسيين للوضع لتبرير تصرفاتهم غير الملائمة.
وفي هذا السياق، عبّر عن رغبته في رؤية مزيد من البرامج التي تناقش مطالب المواطنين وتسلط الضوء على لحظات تاريخية مهمة في تونس.
يظهر اللقاء بين رئيس الجمهورية والإعلامية عواطف الدالي كتجسيد للتوتر بين دور السلطة وحرية الإعلام.
ويتطلب الوضع الراهن الحفاظ على مبادئ حرية الصحافة والمهنية، وتعزيز دور وسائل الإعلام العمومية في خدمة المجتمع وتعزيز التنوع والشفافية في التغطية الإعلامية.