تعتبر مشكلة العنف ضد النساء من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث.
وتعمل الجمعيات والمنظمات الخيرية على مدار الزمن على تحسين الظروف والدعم للنساء اللاتي يعانين من العنف والإساءة الجسدية والنفسية.
وفي هذا السياق، تبرز جمعية "مدى" للمواطنة والتنمية بمدينة مدنين بمشروعها "أمل" الذي يهدف إلى تقديم الدعم النفسي للنساء ضحايا العنف بدعم من الاتحاد الأوروبي.
بعد أشهر من العمل المتواصل، نظمت الجمعية أمس الجمعة 21 جويلية الجاري، يومًا اعلاميًا خاصًا لتسليط الضوء على أهمية مشروعها وجهودها في تحسين حياة النساء ضحايا العنف.
يأتي مشروع "أمل" بعد نجاح مشروع سابق بعنوان "صامدة"، الذي قدمته الجمعية لاحتواء 25 امرأة من ضحايا العنف في حي أولاد عمر بميدون، حسب ما ذكرته وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وتهدف الجمعية الآن من خلال مشروعها الجديد إلى دعم 50 امرأة ضحية عنف، وقد تحققت نسبة 50% من الأهداف المرجوّة منذ انطلاق المشروع في شهر ماي الماضي حسب نجوى بن خميس، منسقة المشروع والإخصائية النفسية.
وتحدثت نجوى بن خميس، في اليوم الإعلامي، عن أهمية المشروع ودوره الحيوي في مساعدة النساء المعنفات على التوجه للتحسن والاستعادة النفسية والاجتماعية.
ويهدف المشروع أساسا حسب نفس المصدر، إلى وضع دليل مبسط يسهل على المرأة المعنفة التعامل مع المواقف الصعبة، مع مراعاة مستوى تعليمها وظروفها الشخصية.
وشددت بن خميس على أهمية تأمين حصص الإصغاء الفردية للنساء المعنفات، حيث تُظهِر النتائج حاجتهن إلى دعم وتوجيه للتعامل مع المشكلات القانونية والاجتماعية التي يواجهنها.
وأضافت أن المشروع يسعى إلى توفير دعم شامل واحتواء نفسي للنساء اللواتي يعانين من آثار العنف الجسدي والنفسي.
من جانبهم، أعرب المشاركون في اليوم الاعلامي عن أهمية التعاون بين المؤسسات والجمعيات المعنية بهذه القضية الحساسة.
ودعوا إلى تكثيف الجهود وتبني الدراسات الاجتماعية التي تسلط الضوء على العنف وتشمل جميع الأطراف، بدءً من النساء وصولاً إلى الرجال والأطفال والمقبلين على الزواج.
لا تزال الجمعية تعمل على تطوير مشروع "أمل" بتنظيم حصص انصات وعلاج نفسي، وتخطط لإقامة أنشطة ترفيهية علاجية تهدف إلى دعم وتقوية النساء ضحايا العنف.
كما تستهدف الجمعية تدريب شركاء المشروع من مؤسسات الدولة عبر حلقات تكوين لتمكينهم من التعامل الفعال مع النساء في حالات العنف.
بهذا المشروع الهام، تبذل جمعية "مدى" للمواطنة والتنمية جهودًا مهمة لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء ضحايا العنف في جربة.
فهي تؤكد على أهمية مكافحة العنف ضد النساء واستعادة التوازن النفسي والاسري لتحقيق مستقبل أفضل للمرأة والمجتمع.
جدير بالذكر أن التقرير السنوي الصادر لسنة 2022 عن وزارة والاسرة والطفولة وكبار السن، كشف "أن أكثر من 50 بالمائة من نساء تونس معنفات، من ضمنهن 171 حالة تم رصدها في صفاقس.