×
×

مشروع سبيل: إعادة السجناء إلى طريق الحياة والمجتمع


© Son FM
ماجدة العمدوني
ماجدة العمدوني
نشر في 2023/10/19 15:01
TT
11

في عالمنا المعقد، تبدو حياة السجناء بعد الإفراج مثل رحلة تنويرية من الظلام إلى النور وتبقى هذه الرحلة مليئة بالتحديات والصعاب، إضافة إلى أنها ليست مجرد قصة فردية، بل هي قصة جماعية تحمل في طياتها الكثير من الوجع والأمل.

وبينما يعاني السجناء من تحمل العقوبة التي أصابتهم، يجب علينا أن نتذكر أنهم يملكون فرصة لبدء حياة جديدة ويمكن للمجتمع أن يكون جزءً من هذه الفرصة، من خلال دعم إعادة تأهيلهم وإدماجهم.

في هذا السياق، إفتتح أمس الثلاثاء 18 أكتوبر 2023، أولى حلقات النقاش التي تندرج في إطار مشروع "سبيل دعم المرونة المجتمعية وإعادة الإدماج بعد الإفراج"، بالشراكة مع اللّجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب الذي استهل نشاطاته من العام الماضي ويمتد على 3 سنوات وقابل للتجديد وهو مبادرة متعددة الأوجه تهدف إلى تمكين وإعادة دمج الأفراد المسجونين سابقًا في المجتمع.

وفيما يتعلق بهذا المشروع، صرحت مريم المدب، أحد أعضاء فريق المشروع، لـ SonFm، بأنه يعتمد على استراتيجيات متنوعة تشمل إنشاء أنظمة دعم، وتعزيز التعلم وتنمية القدرات بين أصحاب المصلحة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص بهدف توفير الفرص الاقتصادية للمستفيدين.

وإلى جانب تحقيق الأهداف الاقتصادية، يعمل مشروع "سبيل" على تقليل الوصمة المجتمعية التي تحيط بالأفراد السابقين للسجون من خلال التركيز على دعم الصحة العقلية وإعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي.

ويشجع المشروع أيضًا على البحوث المتعلقة بإعادة الإدماج بعد الإفراج من خلال التعاون الأكاديمي والتطوير المهني للباحثين والتفاعل الإستراتيجي مع الجهات المعنية الرئيسية.

وأشارت مريم المدب إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تركز على الشباب الذين قضوا أقل من خمس سنوات في السجن، بهدف إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع بشكل كامل، وذلك بهدف تقليل احتمال عودتهم إلى السجون.

وأضافت المدب أن الهدف الرئيسي في هذه المرحلة هو توعية المجتمع بأهمية إعادة تأهيل وإدماج المسجونين بمجرد انتهاء عقوبتهم في وسط محيطهم وتلك الجهود ليست محصورة فقط على مجموعة معينة من الأفراد، بل تمتد أيضًا لتشمل مختلف مكونات المجتمع مثل الطلاب ووسائل الإعلام والمجتمع المدني.

وشددت المدب على أن الأفراد الذين خرجوا من السجون يواجهون تحديات نفسية كبيرة ويتعرضون للوصم من قبل المجتمع.

وأشارت أن هذا الوصم يكون أكثر بالنسبة للإناث، وذلك لأنهن يواجهن تحديات إضافية تتعلق بالجندر.

وفي مرحلة متقدمة، يسعى مشروع "سبيل" إلى دعم البحوث الأكاديمية المتعلقة بالتجربة السجنية في تونس وسيتم ذلك من خلال التعاون مع جامعة تونس، حيث يسعى المشروع إلى فهم جميع جوانب ومكونات التجربة السجنية.

يأتي هذا في ضوء نقص المعلومات المتاحة بشكل كافٍ حول هذا الموضوع.

وأكدت مريم المدب أن فكرة مشروع "سبيل" نابعة من نتائج الأبحاث التي أجراها مركز سقراط للدراسات بالتعاون مع جمعية "معاك"، إلى جانب دراسات معمقة أخرى بالشراكة مع اللّجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وتمت هذه الأبحاث استنادًا إلى تجارب واقعية للأفراد السابقين للسجون.

وختمت المدب بالإشارة إلى أن بعض جوانب المشروع ستتم بالتعاون مع مراكز الدفاع وإعادة الإدماج الاجتماعي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى المرصد الوطني للشباب، وجزء آخر سيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة المرأة ويهدف دور مشروع "سبيل" إلى التنسيق بين هذه الجهات المعنية.

واستكملت المجلة الجزائية موضوع النقاش في الحلقة الأولى من جلسات مشروع "سبيل"، بإدارة الأستاذ محمد آدم المقراني، المحامي المعتمد في تونس والجزائر، وتحليل الأستاذ وليد عرفاوي، المحامي وعضو نقابة المحامين التونسية.

وتناول الحوار عدة مواضيع، من بينها عدم تطابق قوانين المجلة الجزائية مع الواقع والنواقص المتعلقة بإعادة تأهيل السجناء بعد الإفراج عنهم.

حياة السجناء بعد الإفراج تحمل معها الكثير من التحديات والضغوطات، ولكنها أيضًا تحمل فرصة للتغيير والنمو.

من هذا المنطلق، تسعى جمعية "بادر"من خلال مشروعها "سبيل" لأن نكن جزءً من قصص أولئك الذين يسعون للعيش بكرامة والاندماج في مجتمعنا.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld