في تطور مروع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، يعيش السكان هناك واقعًا مريرًا نتيجة للقصف الإسرائيلي الهمجي، الذي يهدد بتحويل المستشفيات إلى "مشرحة" حية وفق محمد الفتياني المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني.
ويشهد الجنوب تدفقًا هائلاً من النازحين الهاربين من المعارك المتصاعدة في الشمال، ويواجهون صعوبات في العثور على مأوى آمن، في حين يتعرضون لنقص حاد في الغذاء والدواء والمياه بسبب الحصار الإسرائيلي الذي فرضه الكيان الصهيوني، ردًا على طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
في تصعيد مروع آخر، أعلن وكيل وزارة الصحة في حركة حماس، يوسف أبو الريش، تدمير إسرائيل لمبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء، الذي يُعد أكبر مستشفى في قطاع غزة ويضم عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى. تتواصل المعارك في محيط المستشفى، ويزداد التوتر منذ يومين.
في نفس السياق، كشف الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد الفتياني لـ SonFM، عن الأزمة الحادة في مستشفى القدس نتيجة نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى توقف عمله بشكل كامل.
وتتزامن هذه الأحداث مع تمركز الآليات والدبابات الإسرائيلية في محيط المستشفى، في إطار استعدادات لإخلائه ونقل المرضى والجرحى والكوادر الطبية. وفي ظل هذا الوضع الطارئ، ينتظر الفلسطينيون وفدًا من الصليب الأحمر لإجلاء المصابين إلى مستشفيات جنوب قطاع غزة، حيث لا يوجد مجال حاليًا لاستقبال أي مريض في مستشفيات شمال القطاع.
في سياق آخر، اعتبرت منظمة الصحة العالمية الوضع مقلقًا للغاية، خاصة بعد إعلان الهلال الأحمر عن عجز المنظمات عن توفير المساعدات للمستشفى، مما يعرض حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين للخطر. وتوقفت مؤقتًا قافلة المركبات التي تقوم بعملية إخلاء المرضى بسبب الأوضاع الخطرة.
وفي ختام الحديث، شدد الفتياني على أن مستشفى القدس يواجه أزمة إنسانية خانقة، حيث يعيش المرضى والطاقم الطبي تحت ظروف صعبة جدًا، وسط غموض حول مستقبل الرعاية الطبية في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وعزل المستشفى عن المحيط به.
وفي حين ينفي جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمستشفيات بشكل متعمد، يتهم حركة حماس باستخدام المرافق الطبية كمقرات لها، مما يثير جدلاً حادًا في تناقض التصريحات.
في سياق متصل، أعلنت جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية عن وفاة رضيعين من الخدّج في مستشفى الشفاء، محذرة من "خطر حقيقي" يهدد حياة 37 رضيعًا آخرين. ومع استمرار القصف وانعدام الكهرباء، توقفت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وفي إطار هذه الأحداث، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أنه إذا لم يتم وقف النزيف الحاصل فورًا، ستتحول المستشفيات إلى "مشرحة" وفقًا لتقارير أجنبية. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 20 مستشفى من أصل 36 في غزة أصبحت "خارج الخدمة".
من جهته، حذر المدير محمد أبو سلمية من عجز الطواقم الطبية وتجمع الجثث دون إمكانية التعامل معها أو دفنها، مؤكدًا أن المستشفى محاصر بالكامل ويتواصل القصف في محيطه. ومع استمرار المعارك، يتسارع الوضع نحو الكارثة في مستشفيات غزة، حيث يتجاوز الطاقم الطبي والمرضى والنازحون مرحلة الخطر. في ظل تصاعد العنف والعزلة المستمرة للمستشفى، يبقى مستقبل الرعاية الطبية غامضًا، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الهمجي.