مع تصاعد حدة العنف في هايتي وازدياد الاحتياجات الإنسانية، تأتي نداءات منظمة "هيومن رايتس ووتش" للمطالبة بتدخل دولي فوري لمواجهة هذا التحدي.
وتأتي هذه الدعوات في الوقت الذي تنتظر فيه هايتي ردًا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على طلبها لنشر قوة مسلحة دولية لمكافحة التصاعد في العنف.
وفي تصريحات لإيدا سوير، مديرة الأزمات والنزاع في "هيومن رايتس ووتش"، تم التأكيد على أهمية الاستجابة السريعة لهذه الأزمة.
حذرت سوير من أن التأخير في الاستجابة سيؤدي إلى مزيد من التصاعد في عمليات القتل والاغتصاب وعمليات الاختطاف، إلى جانب تفاقم مشكلات نقص التغذية والمعاناة الإنسانية، حسب وكالة رويترز.
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق عن تقديم قرار لمجلس الأمن يسمح بإذن لكينيا بقيادة قوة شرطة متعددة الجنسيات لمواجهة العصابات في هايتي.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تحديد الجدول الزمني لهذا القرار حتى الآن.
ووفق تقرير "هيومن رايتس" تشهد العصابات تصاعدًا في نفوذها وتأثيرها على الشرطة، حيث تقترب من السيطرة على 80% من مدينة بورت أو برنس.
وتعاني البلاد من نقص حاد في أعداد رجال الشرطة بواقع 10,000 شرطي فقط لأكثر من 11 مليون نسمة، وفق فرنس 24.
وتظهر الإحصائيات الأخيرة أن أكثر من 30 ضابطًا قتلوا في الفترة من جانفي حتى جوان.
إلى جانب هذا العنف المستمر، تزايدت الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، حيث يحتاج أكثر من 5.2 مليون هايتي للمساعدة الإنسانية، بزيادة نسبتها 20% عن العام الماضي.
وأظهر التقرير الصادر عن "هيومن رايتس ووتش" أن تفاقم حالات العنف والانتهاكات في عدة مجتمعات في بورت أو برنس خلال الفترة من جانفي إلى أفريل من هذا العام.
واستند التقرير إلى شهادات العديد من الضحايا والشهود، حيث أظهرت هذه الشهادات مدى وحشية العنف وتأثيره الكبير على السكان المحليين.
في ضوء هذه الظروف الصعبة، بدأ المواطنون الهايتيون بالتنظيم للمشاركة في مظاهرات تطالب بإقالة رئيس الوزراء أرييل هنري، بسبب ارتفاع معدلات العنف وتفاقم الفقر.
وتشدد "هيومن رايتس ووتش" على أهمية دعم إقامة حكومة انتقالية في هايتي، بالإضافة إلى دعوتها للولايات المتحدة وكندا وفرنسا للاعتراف بمسؤوليتها التاريخية والعمل على عملية تعويض حقيقية للأضرار التي لحقت بالبلاد جراء سياساتها السابقة.
على ضوء ما سبق، يظهر أن هايتي تواجه تحديات كبيرة تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً لمواجهة التصاعد في العنف وتحسين الظروف الإنسانية للشعب الهايتي.
المصادر:
Human Rights Watch calls for safeguards for Haitian security force | Reuters